لا إله إلا الله
علاقة كلمة التوحيد
بالباقيات الصالحات
عن أبي
هريرة قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام:-
" خذوا جُنَّتَكم
قالوا يا
رسولَ اللَّهِ مِن عدُوٍّ حضرَ ؟
قالَ : لا
ولَكن خُذوا جُنَّتَكم منَ النَّارِ
وقولوا سبحانَ اللَّهِ
والحمدُ للَّهِ
ولا إلَه إلَّا اللَّهُ
واللَّهُ أَكبرُ.
فإنَّهنَ يأتينَ يومَ
القيامةِ مقدَّماتٌ ومؤخَّراتٍ ومنجياتٌ وَهنَّ الباقياتُ الصَّالحاتُ)
ما الرابط بين هذه
الكلمات
تقول أ. أناهيد السميري :
أصول الدين
خمسة:-
ﻻ إله إﻻ الله
ﻻ حول وﻻ قوة إﻻ بالله
سبحان الله
الحمد لله
الله أكبر
الغاية ﻻ إله إﻻ
الله
التوحيد والعبادة.
حقيقتها سبحان الله و الحمد لله
والله أكبر.
عن أى نقص وﻻ شئ عبث وكل
شئ بحكمة.
الحمد الله
إثبات صفات الكمال لله
عزوجل بالثناء والحب والتعظيم .
الله أكبر
تعظيم الله وتعظيم
الشعائر
و أحكامه الشرعية .
الوسيلة ﻻ حول وﻻ قوة إﻻ بالله
اﻹستعانة لتحقيق التوحيد
والعبودية ب" ﻻ إله إﻻ الله"
فضائل (
لا إله إﻻ الله )
من كلام الله-
إنَّ لهذه
الكلمة الجليلة فضائلَ عظيمةً، وفواضلَ كريمةً، ومزاياً جمّةً، لا يُمكن لأحد
استقصاؤها، ومما ورد في فضل هذه الكلمة في القرآن الكريم:
أنَّ الله -
تبارك وتعالى - جعلها زبدةَ دعوة الرسل، وخلاصةَ رسالاتهم،
قال الله - تعالى -:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ
إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} .الأنبياء "25"
أنَّ الله
وصفها في القرآن بأنَّها الكلمة الطيّبة،
قال الله -
تعالى -: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ
طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ
حَينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ
يَتَذَكَّرُونَ} .ابراهيم"24-25"
وهي القول
الثابت في قوله تعالى: -
{يُثَبِّتُ اللهُ
الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي
الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ}
ابراهيم"27"
وهي العهد في قوله تعالى: -
{لاَ يَمْلِكُونَ
الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا}. مريم "87"
أنَّها
العروة الوثقى التي من تمسّك بها نجا، ومن لم يتمسّك بها هلك،
قال تعالى: {فَمَن
يَّكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ استمسك بالعروة الوثقى"
.البقرة "256".
دراسات في الباقيات الصالحات -عبد الرزاق البدر
أنَّها الكلمة الباقية
التي جعلها إبراهيم الخليل عليه السلام في عقِبِه لعلهم يرجعون،
قال الله - تعالى -:
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَآءٌ مِمَّا
تَعْبُدُونَ إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً
بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} الزخرف 26 : 28
وهي
كلمة التقوى التي ألزمها الله أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا أحقَّ
بها وأهلَها،
قال الله -
تعالى -: {إِذْ َجَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ
حَمِيَّةَ الْجَاِهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى
الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا
وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ).الفتح 26
أنَّها
منتهى الصواب وغايته،
قال الله تعالى: {يَوْمَ
يَقُومُ الرُّوحُ وَالمَلاَئِكَةُ صَفاًّ لاَ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ
لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً} النبأ 38
أنَّها أفضل
الحسنات،
قال الله - تعالى -:
{مَن جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا}القصص 84
↩وقد ورد عن ابن مسعود، وابن عباس، وأبي هريرة، وغيرهم: أنَّ
المراد بالحسنة: "لا إله إلا الله"
دراسات في الباقيات
الصالحات -عبد الرزاق البدر
فضائل (
لا إله إلا الله )
من
السنة وكلام السلف
من قالها صادقاً أدخله
الله الجنة.
ومن قالها
كاذباً حقنت دمه وأحرزت ماله في الدنيا وحسابه على الله عزوجل،
وهي كلمة
وجيزة اللفظ قليلة الحروف خفيفة على اللسان ثقيلة في الميزان،
فقد روى ابن حبان
والحاكم وصححه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قال موسى يا
رب علمني شيئاً أذكرك وأدعوك به
قال يا موسى
قل لا إله إلا الله
قال كل
عبادك يقولون هذا
قال يا موسى
لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضيين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة
مالت بهن لا إله إلا الله"
رواه الحاكم (1/528).
وابن حبان برقم (2324) مورد الضمآن.
↩فالحديث يدل على أن لا إله إلا الله هي أفضل الذكر،
وفي حديث عبد الله بن
عمر مرفوعاً: "خير دعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبييون من
قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء
قدير" رواه أحمد والترمذي1،
يقول ابن رجب عنها :-
وهي تجدد ما درس من
الإيمان في القلب وترجح بصحائف الذنوب،
وهي تخرق
الحجب حتى تصل إلى الله عزوجل
وهي الكلمة التي يصدق
الله قائلها وهي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفاً وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزاً من
الشيطان،
وهي أمان وحشة القبر
وهول الحشر، وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم.
معنى لا إله إلا الله
ومقتضاها وآثارها في الفرد والمجتمع - صالح الفوزان
معنى ( لا إله إلا الله )
قالَ الشَّيْخُ عَبْدُ
اللهِ بْنُ جَبْرِينَ:
↩ مَعْنَى لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، هُوَ:
عِبَادَةُ
اللهِ
وَتَرْكُ عِبَادَةِ مَا
سِوَاهُ،
وَهُوَ الْكُفْرُ
بِالطَّاغُوتِ
وَالإِيمَانُ بِاللهِ
فَتَضَمَّنَتْ
هَذِهِ الْكَلِمَةُ الْعَظِيمَةُ
نَفْيَ الإِلَهِيَّةِ
عَمَّا سِوَاهُ،
وَإِثْبَاتَهَا لَهُ
وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ،
↩ وَقَدْ دَخَلَ فِي الإِلهِيَّةِ جَمِيعُ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ الصَّادِرَةِ عَنْ تَأَلُّهِ الْقَلْبِ للهِ
بِالْحُبِّ وَالْخُضُوعِ،
وَالانْقِيَادِ لَهُ
وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ،
فَيَجِبُ
إِفْرَادُ اللهِ تَعَالَى بِهَا كَالدُّعَاءِ وَالْخَوْفِ وَالْمَحَبَّةِ،
وَالتَّوَكُّلِ وَالإِنَابَةِ وَالتَّوْبَةِ وَالذَّبْحِ وَالنَّذْرِ
وَالسُّجُودِ، وَجَمِيعِ أَنْوَاعِ العِبَادَةِ،
فَيَجِبُ صَرْفُ جَمِيعِ
ذَلِكَ للهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ،
فَمَنْ صَرَفَ شَيْئًا
مِمَّا لاَ يَصْلُحُ إِلاّ لله َمِنَ العِبَادَاتِ لِغَيْرِ اللهِ فَهُوَ مُشْرِكٌ وَلَوْ
نَطَقَ بـ ( لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ )
↩ إِذْ لَمْ يَعْمَلْ بِمَا تَقْتَضِيهِ مِنَ التَّوْحِيدِ
وَالإِخْلاَص
كتاب نضرة
النعيم
أركان ( ﻻ إله إلا الله )
معنى لا إله إلا الله
لا معبود
بحق إلا إله واحد
وهو الله وحده لا شريك له.
↩ لأنه المستحق للعبادة.
تضمنت هذه الكلمة
العظيمة أن ما سوى الله من سائر المعبودات ليس بإله حق وأنه باطل لأنه لا يستحق
العبادة.
( لا إله إلا الله ) لها ركنان:
الركن
الأول: النفي
والركن الثاني الإثبات.
↩والمراد بالنفي نفي الإلهية عما سوى الله تعالى من
سائر المخلوقات.
↩والمراد بالإثبات إثبات الإلهية لله سبحانه فهو الإله الحق وما سواه من الآلهة
التي اتخذها المشركون فكلها باطلة،
{ذَلِكَ بِأَنَّ
اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} من
الآية (62) الحج
ويقول سعد البريك في معنى
( لا إله إلا
الله ):-
هذه الكلمة
لا إله : نفي،
إلا الله: إثبات،
↩النفي والإثبات،
نفي
الألوهية عن غير الله،
فحينما نقول: لا إله،
معناه: أننا ننفي جميع ما يعبد من دون الله،
وقولنا: إلا
الله، معناه: حصر العبودية وإثبات العبودية لله وحده لا شريك له،
↩وهذا أسلوب الحصر والقصر، الذي هو في أقطع الدلالة وأبلغ
الدلالة على حصر العبادة فيمن أثبتت العبادة له، وحصرت عليه في باب الاقتضاء،
قال ابن رجب :
الإله هو الذي يطاع فلا
يعصى،
ويشكر فلا ينسى، هيبة
وإجلالاً، ومحبة وخوفاً ورجاءً وتوكلاً وسؤالاً ودعاءً؛
⤴ وكل ذلك لا يصلح إلا لله عز وجل،
فمن صرف شيئاً من هذه
الأمور، أو أشرك مع الله فيها غيره سبحانه، فقد مرق من الدين وارتكب أمراً من أمور
الشرك،
إذ أنَّ لا
إله إلا الله تقتضي ألا يعبد إلا
الله،
ولا يذكر إلا الله،
ولا يشكر إلا الله،
ولا يسأل
إلا الله،
ولا يدعى إلا الله،
ولا يتوكل إلا على الله،
ولا يستعان إلا بالله،
ولا يذبح
إلا لوجهه سبحانه وتعالى،
⤴ومن خلط في هذه الأمور فقد أتى باباً عظيماً من أبواب الشرك.
معنى كلمة لا اله الا الله للشيخ العلامة محمد العثيمين رحمه الله