مباحث متعلقة باسم
" الله"
ذكرنا من قبل أهم
خصائص اسم "الله" ومنها اقتران اسم الله بأعظم الأذكار
الباقيات الصالحات
سبحان الله والحمد لله
والله أكبر ولا إله إلا الله.
لماذا سميت هذه
الأذكار بالباقيات الصالحات
وما فقه كل ذكر منهما
وما علاقة التسبيح
والتحميد والتكبير باسم الله وكلمة التوحيد
سنقف وقفات لإلقاء
الضوء على فقه هذه الأذكار لما لها من فضل وأهمية ومعاني جليلة تثمر تعظيم الله...
↩وهي سبب ثقل وزيادة
الحسنات.
من فضائل الباقيات
الصالحات
لا يخفى على جميع
المسلمين ما للكلمات الأربع:
((سبحان الله، والحمد
لله، ولا إله إلاَّ الله، والله أكبر))
↩من مكانة في الدّين
عظيمة، ومنزلة في الإسلام رفيعة،ومن فضائلهن :-
أنَّهنَّ أحب الكلام
إلى الله،
فقد روى مسلم في صحيحه
من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أَحبُّ الكلام إلى
الله - تعالى - أربع، لا يضرك بأيِّهنَّ بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله
إلا الله، والله أكبر"
ومن فضائلهنَّ: أنَّ
الله اختار هؤلاء الكلمات واصطفاهنَّ لعِباده، ورتّب على ذِكر الله بهنّ أجورًا
عظيمةً، وثواباً جزيلاً،
ففي المسند للإمام
أحمد ومستدرك الحاكم بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة وأبي سعيد - رضي الله عنهما -:
أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: "إنَّ الله
اصطفى من الكلام أربعاً: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر،
فمن قال: سبحان الله
كُتب له عشرون حسنة، وحُطّت عنه عشرون سيّئة،
ومن قال: الله أكبر
فمثل ذلك،
ومن قال: لا إله إلا
الله فمثل ذلك،
ومن قال: الحمد لله رب
العالمين مِن قِبَل نفسِهِ كُتبت له ثلاثون حسنة، وحُطّ عنه ثلاثون خطيئة".
ومِن فضائلهنَّ:
أنَّهنَّ جُنّةٌ
لقائلهنّ من النار، ويأتين يوم القيامة مُنجيات لقائلهنّ ومقدّمات له،
روى الحاكم في
المستدرك، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "خُذوا جُنَّتَكم"،
قلنا: يا رسول الله من
عدو قد حضر! قال: "لا، بل جُنَّتُكم من النار،
قولوا: سبحان الله،
والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإنَّهنّ يأتين يوم القيامة منجيات
ومقدّمات، وهنّ الباقيات الصالحات".
صححّه العلامة
الألباني يرحمه الله.
↩وقد تضمّن هذا الحديث
إضافة إلى ما تقدّم وصفَ هؤلاء الكلمات بأنَّهنَّ الباقيات الصالحات،
وقد قال الله - تعالى
-: {وَالبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ
أَمَلاً}[15]
والباقيات أي: التي
يبقى ثوابُها، ويدوم جزاؤُها، وهذا خيرُ أمَلٍ يؤمِّله العبد وأفضل ثواب.
ومن فضائلهنَّ:
أنَّهنَّ يَنعَطِفْن
حول عرش الرحمن ولهنّ دويٌّ كدويِّ النحل، يذكرن بصاحبهنَّ،
ففي المسند للإمام
أحمد،و مستدرك الحاكم
عن النعمان بن بَشير
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنَّ مما تذكرون من
جلال الله التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد، يَنعَطِفْن حول العرش لهنّ دَوِيٌّ
كدَوِيِّ النحل، تذكر بصاحبها، أما يحب أحدكم أن يكون له، أو لا يزال له من يذكر
به". صحّحه الحاكم.
↩فأفاد هذا الحديث هذه
الفضيلة العظيمة، وهي أنَّ هؤلاء الكلمات الأربع يَنعَطِفْن حول العرش
أي: يَمِلن حوله،
ولهنّ دَوِيٌّ كدَوِيِّ النحل؛ أي: صوتٌ يشبه صوتَ النحل يذكرن بقائلهنّ،
وفي هذا أعظم حضٍّ على
الذِّكر بهذه الألفاظ، ولهذا قال في الحديث: "ألا يحب أحدكم أن يكون له أو لا
يزال له من يذكر به".
دراسات في الباقيات الصالحات - عبد الرزاق البدر
من فضائل الباقيات
الصالحات
أنَّ النبي صلى الله
عليه وسلم أخبر أنَّهنّ ثقيلاتٌ في الميزان،
روى النسائي وابن حبان
في صحيحه، والحاكم، وغيرهم
عن أبي سلمى رضي الله
عنه قال:
سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: "بَخٍ بَخٍ، - وأشار بيده بخمس -
ما أثقلهنّ في الميزان:
سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، والولدُ الصالح يُتوفى
للمرء المسلم فيحتسبُه"، صححه الحاكم
وقوله في الحديث:
"بَخٍ بَخٍ" هي كلمة تُقال عند الإعجاب بالشيء وبيان تفضيله.
ومن فضائل هؤلاء
الكلمات:
أنَّ للعبد بقول كلِّ
واحدة منهنّ صدقة،
روى مسلم في صحيحه عن
أبي ذر رضي الله عنه: أنَّ ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا
للنبي صلى الله عليه وسلم:
"يا رسول الله ذهب أهل
الدُّثور بالأجور، يصلّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدّقون بفضولِ
أموالهم".
قال: "أوَ ليس قد
جعل الله لكم ما تصدّقون؟
إنَّ بكلِّ تسبيحة
صدقة، وكلِّ تكبيرة صدقة، وكلِّ تحميدة صدقة، وكلِّ تهليلةٍ صدقة، وأمرٍ بالمعروف
صدقة، ونهيٍ عن منكرٍ صدقة، وفي بُضعِ أحدكم صدقة".
قالوا: "يا رسول
الله، أيأتي أحدنا شهوتَه ويكون له فيها أجرٌ؟" قال: "أرأيتم لو وضعها
في حرام أكان عليه وزرٌ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجرٌ".
↩وقد ظنّ الفقراء أن لا
صدقة إلا بالمال، وهم عاجزون عن ذلك، فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ جميع
أنواع فعل المعروف والإحسان صدقةٌ،
وذكر في مقدّمة ذلك
هؤلاء الكلمات الأربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
ومن فضائل هؤلاء
الكلمات:
أنَّ النبي صلى الله
عليه وسلم جعلهنّ عن القرآن الكريم في حقِّ من لا يُحسنه،
روى أبو داود،
والنسائي، والدارقطني، وغيرهم عن ابن أبي أوفى - رضي الله عنهما -
قال: جاء رجل إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله إنِّي لا أستطيع أن أتعلّمَ
القرآنَ، فعلِّمني شيئاً يُجزيني".
قال: "تقول:
سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا
بالله".
فقال الأعرابي: هكذا -
وقبض يديه - فقال: "هذا لله، فمَا لي؟"
قال: "تقول:
اللّهمّ اغفر لي وارْحمني وعافِني وارْزقني واهْدِني"،
فأخذها الأعرابيُّ
وقبض كفّيه،
فقال النبي صلى الله
عليه وسلم: "أما هذا فقد مَلأَ يديه بالخير".
قال الألباني يرحمه
الله: سنده حسن.
فهذه بعض الفضائل
الواردة في السنة النبوية لهؤلاء الكلمات الأربع، ومن يتأمل هذه الفضائل المتقدّمة
يجد أنَّها عظيمةٌ جدًا،
ودالّةٌ على عِظم قدرِ
هؤلاء الكلمات، ورِفعة شأنهنّ وكثرة فوائدهنّ وعوائدهنّ على العبد المؤمن،
ولعلّ السر في هذا
الفضل العظيم - والله أعلم - ما ذُكر عن بعض أهل العلم
▫أنَّ أسماء الله -
تبارك وتعالى - كلَّها مندرجةٌ في هذه الكلمات الأربع،
▫فسبحان الله يندرج
تحته أسماءُ التنزيه كالقدّوس والسلام،
▫والحمد لله مشتملة على
إثبات أنواع الكمال لله - تبارك في أسمائه وصفاته -،
▫والله أكبر فيها تكبير
الله وتعظيمه، وأنَّه لا يُحصي أحدٌ الثناءَ عليه،
▫ومن كان كذلك فـ(لا
إله إلا هو) أي: لا معبود حق سواه.
فللّه ما أعظمَ هؤلاء
الكلمات، وما أجلَّ شأنهنَّ، وما أكبرَ الخير المترتّب عليهنّ،
فنسأل الله أن يوفقنا
للمحافظة والمداومة عليهنّ، وأن يجعلنا من أهلهنّ الَّذين ألسنتهم رطبةٌ بذلك،
إنَّه وليّ ذلك والقادر.
دراسات في الباقيات
الصالحات - عبد الرزاق البدر
فضائل الباقيات الصالحات سبحان الله و الحمدلله و لا اله الا الله و الله اكبر