اسم "الحي القيوم"



وقفة مع سورة آل عمران و الاسم المختار منها

التعريف بالسورة 
1) هي سورة مدنية
2) من سور الطول
3) عدد آياتها 200 آية
4) هي السورة الثالثة من حيث الترتيب في المصحف
5) نزلت بعد سورة " الأنفال"
6) تبدأ السورة بحروف مقطعة " الم "

اسم السورة
من ملتقى أهل التفسير -تفريغ برنامج بينات

اسم السورة المشهور والذي لا يزال باقياً إلى اليوم هو
 "سورة آل عمران"
وهناك أسماء مشتركة والرسول - صلى الله عليه وسلم - قرنها بسورة البقرة
فقال "اقرأوا الزهراوين"
فتسمى الزهراء بناءً على هذا الحديث النبوي.
لكن هناك بعض الأسماء قد تكون أوصافاً يسميها الصحابة من باب الوصف
مثل سورة المجادِلة أو المجادَلة لوقوع الجدال من النصارى في حقيقة عيسى  "إن مثل عيسى" هذا وصف،
فلينتبه السامع إلى أن بعض العلماء قد يذكر للسورة إسماً مستنبطاً من حدث معين في السورة

لكن الاسم المشهور والذي وردت فيه الآثار النبوية هو "آل عمران" والزهراء مفرد الزهراوين.

ورد ذكر آل عمران في قول الله  
 (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33))↔ هذا يدعو إلى النظر أن الله  لم يقل آل نوح وإنما قال اصطفى نوحاً بينما قال آل ابراهيم وآل عمران.
الآل كما هو معروف هم الأهل، الأقربون لنسل إبراهيم ثم الأقربون لنسل عمران.
لو تأملنا نوح  لا شك أنه قال تعالى عنه (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ (77) الصافات)

ومع هذا لم يذكر آله كما ذكر غيره في هذه الآية فكأن الاصطفاء خاص في نوح مباشرة ثم في إبراهيم وآله ثم بعمران وآله.

وآل عمران هم من آل إبراهيم وهذا خاصٌ من خاصّ وإبراهيم من نوح. 


هدف السورة

هدف سورة آل عمران: الثبات،

فبعد أن عرض الله تعالى لنا المنهج الذي يجب علينا أن نتبعه في سورة البقرة
جاءت سورة آل عمران لتدلنا على الطرق التي تعيننا على الثبات على هذا المنهج سواء كنا من حديثي العهد بالمنهج أو قديمي العهد
فكل المؤمنين يحتاجون الى الثبات على المنهج حتى لا يتخاذلوا ولا يخافوا أن يزيغوا أو يضلوا.

وسورة آل عمران تنقسم الى قسمين اثنين:
☀1. القسم الأول من الآية 1 – 120)
هذه الآيات تدلنا على كيفية الثبات فكرياً في مواجهة الأفكار الخارجية.

☀2. القسم الثاني من الآية(121 – الى نهاية السورة) ↔وفيها كيفية الثبات داخلياً.

وقد بدأت سورة آل عمران بالثبات فكرياً من الخارج لتجهيز البيئة المحيطة ثم انتقلت للثبات الداخلي للفرد.
وسورة آل عمران تتمحور حول حادثتين:
☀1. حادثة وفد نصارى نجران
تعلمنا كيف نثبت في مواجهة الأفكار الخارجية من خلال المناقشة مع وفد نصارى نجران وهي تعلمنا فكرة مناقشة أهل الكتاب عامة.

☀2. والحادثة الثانية غزوة أحد لتدلنا على كيفية الثبات العملي
ورغم أن غزوة أحد وقعت قبل حادثة وفد نجران إلا أن ورودها بعدها إنما هو لتحقيق فكرة الثبات الخارجي أولاً ثم الداخلي.

بداية السورة ونهايتها يدلان على ان الحق معنا وعلينا أن نتمسك به.
 (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ). آية 3
 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) . آية 200
لمسات بيانية - د.فاضل السامرائي
وسائل التثبيت في سورة آل عمران

وهي ثمانية :
1ـــ استنطاق الفطرة التي فطر الله الناس عليها :
بدأت السورة بقوله تعالى
{ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) .. هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6)} [آل عمران: 2 - 6]
فالحياة لابد لها من مُحيي يحييها وقائم يقوم على صلاحها ،
ومن جادل في ذلك فما عليه إلا أن يصور هو من في الأرحام كما يشاء هو لا كما يشاء الله .
وهذا كله مدرك ببدهي العقل والفطرة .

ومن آيات التفكر قوله : {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [آل عمران: 26، 27] .

فالكون له سنن ونواميس من خرج عنها هلك كائنا من كان إلا بإذن يسير ثم يعود الأمر إلى سننه ،
فمن وضع هذه السنن التي خضع لها كل جبار في السماء والأرض ؟!
وقد بدأت السورة وختمت بآيات التفكر .

2 ـــ الدعاء ، وهي أكثر سورة في القرآن تكرر فيها الدعاء :
وهو من أعظم وسائل الثبات ، ولذا
افتتحت السورة بالدعاء واختتمت به وبين هذا وذاك دعاء كثير
وفيها آية المباهلة وهي دعاء :
ففي أولها {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8) آل عمران
وفي وسطها : {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: 35، 36] .
وفي ختامها : {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192) رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ } [آل عمران: 191 - 194]

3 ـــ الحجج والبراهين العقلية :
فقال سبحانه مجيبا عمن استنكر ولادة عيسى عليه السلام من غير أب {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [آل عمران: 59] ،
فخلق آدم أعجب من خلق عيسى عليهما السلام ، فمن أقر بالأول فكيف ينكر الثاني ؟❓

وقال مبينا خطأ محضا من بني اسرائيل {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [آل عمران: 65] ،
والتوراة والإنجيل لم يأت فيهما ذكر شريعة ولا صحف ابراهيم كما هو معلوم عند الجميع ، والبون الزمني بينهما شاسع جدا ،
فكيف تحاجون في شريعة إبراهيم وأن القرآن قد خالفها كما زعمتم وليس عندكم علم بها ؟

4 ـــ القوة في الجهر بالحق والاعتزاز به والتحدي في ذلك إلى أقصى درجات التحدي :
{فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } [آل عمران: 61]
وتأمل قوة الخطاب {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [آل عمران: 12] .
  
كيف نقرأ سورة آل عمران - صالح العويد 

5 ـــ الوضوح والشفافية مع الأتباع دون الوعود الكاذبة أو التزويق الخادع :
فالسورة أبانت أن طريق الله فيه بلاء ومصائب ونكبات
ولم ترض ما يفعله بعض الدعاة من فرش طريق الدعوة أمام المدعوين بالأماني الحالمة
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)

وحين يقع الخطأ تكون المصارحة
{حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} [آل عمران: 152] ،

6 ــــ ذكر قصص الثابتين والناكثين وجزاء الفريقين :
وقد مضت الإشارة إلى قصة آل عمران وقصة نبينا عليهم أفضل الصلاة والسلام مع وفد نجران ، وكذا قصة معركة أحد .

7 ـــ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104] .

8 ـــ كثرة العبادة والمداومة عليها وبالأخص منها الصلاة :
{وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} [آل عمران: 42، 43]
وفي صحيح مسلم عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «العبادة في الهرج كهجرة إلي»
والهرج زمن الفتن واختلاط الأمور بسبب كثرة الشبهات .
كيف نقرأ سورة آل عمران - صالح العويد
   براعة الاستهلال
في سورة آل عمران

لما كان أول أغراض هذه السورة، الذي نزلت فيه ،↔هو قضية مجادلة نصارى نجران حين وفدوا إلى المدينة، وبيان فضل الإسلام على النصرانِيَّة ،
لا جرم افتتحت بحروف التهجّي ، المرموز بها إلى تحدّي المكذّبين بهذا الكتاب ،
وكان الحظّ الأوفر من التكذيب بالقرآن للمشركين منهم ، ثم للنصارى من العَرب؛

{اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (2) آل عمران

جيء بالاسم العلَم ( الله)
 لتربية المهابة عند سماعه ،

ثم أردف بجملة لا إله إلاّ هو 
 ردّاً على المشركين ، وعلى النصارى خاصة .
وأتبع بالوصفين {الحيّ القيوم} لنفي اللبس عن مسمَّى هذا الاسم ، والإيماء إلى وجه انفراده بالإلاهية ،
وأنّ غيره لا يستأهلها؛ لأنّه غير حيّ أوْ غير قَيُّوم ،
فالأصنام لا حياة لها ،
وعيسى في اعتقاد النصارى قد أميت ،
فما هو الآن بقيوُّم
ولا هو في حال حياته بقيّوم على تدبير العالم ،
وكيف وقد أوذِيَ في الله ،وكُذّب،  واختفّى من أعدائه 

تفسير التحرير والتنوير - ابن عاشور
الاسم المختار من سورة
آل عمران "الحي القيوم"

"الْحَيُّ الْقَيُّومُ"
هما اسمان وردا في القرآن الكريم مقترنين في ثلاثة مواضع:

أولها في آية الكرسي:{ اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}.

والثاني في أول سورة آل عمران:{ الم * اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}.

والثالث في سورة طه: { وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ }

أحاديث ورد فيها "الحي القيوم"

حديث ابن مسعود قال صلى الله عليه وسلم
(من قال : استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاثاً
غفرت له ذنوبه وإن كان فاراً من الزحف ) حديث صحيح
من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم
 ياحي ياقيوم برحمتك استغيث ، أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين 

وفي السنن مرفوعًا: ( اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: { وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ } ، وفاتحة آل عمران:{الم * اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} )، قال الترمذي:"حديث صحيح".

وفي السنن أيضًا من حديث أنس، أن رجلًا دعا فقال: 
اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنَّان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، 
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعِيَ به أجاب، وإذا سئل به أعطى ).

الحي القيوم

 [الحيُّ]
ورد اسمه سبحانه (الحي) خمس مرات في كتاب الله - عز وجل -
وذلك في قوله تبارك وتعالى: { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } [البقرة: 255]،
وقوله سبحانه: { الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) } [آل عمران:1، 2]،
وقوله عز وجل : { * وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ } [طه: 111]،
وقوله - عز وجل -: { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ } [الفرقان: 58]،
وقوله سبحانه: { هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } [غافر:65].

وفي السنة قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه: (يا حي ياقيوم برحمتك أستغيث) ،
وقوله عليه الصلاة والسلام: (اللَّهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون).

المعنى اللغوي
قال في اللسان:
"الحياة نقيض الموت..
والحي من كل شيء نقيض الميت،
والحيوان اسم يقع على كل شيء حي" .
وقال الزجاجي:
" (الحي) في كلام العرب خلاف الميت، والحيوان خلاف الموات".

 [القيوم]
ورد هذا الاسم الجليل في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم مقترنًا باسمه سبحانه (الحي)
ولم يرد هذا الاسم الكريم منفردًا في القرآن الكريم.
ولكن ورد ذكر (القائم) في قوله تعالى: { أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۗ } [الرعد: 33]،
والقيام على كل نفس من لوازم اسمه سبحانه (القيوم).

أما في السنة فقد ورد مقترنًا باسمه (الحي) ،
وجاء مفردًا مضافًا في قوله صلى الله عليه وسلم في استفتاح صلاة الليل: (اللَّهم لك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن... الحديث).

المعنى اللغوي
قال في اللسان:
"معنى القيام: العزم...
ويجيء القيام بمعنى المحافظة والإصلاح
ومنه قوله تعالى: { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ } [النساء: 34].
ويجيء القيام بمعنى الوقوف والثبات...
وقال قتادة: "القيوم: القائم على خلقه بآجالهم، وأعمالهم، وأرزاقهم".

ولله الأسماء الحسنى - عبد العزيز الجليل
المعنى في حق الله تعالى
 [الحيُّ]
"الله عز وجل هو الحي الباقي الذي لا يجوز عليه الموت ولا الفناء، عز وجل وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا. ولا تعرف العرب عن الحيّ والحياة غير هذا".

وقال الطبري في تفسيره: "و(الحي): الذي لا يموت ولا يبيد كما يموت كل من اتخذ من دونه ربًا، ويبيد كل من ادَّعى من دونه إلهًا،
واحتج على خلقه بأن: من كان يبيد فيزول، ويموت فيفنى، فلا يكون إلهًا يستوجب أن يعبد دون الإله الذي لا يبيد ولا يموت،
ولأن الإله هو الدائم الذي لا يموت، ولا يبيد، ولا يفنى، وذلك الله الذي لا إله إلا هو".
كما أن حياته سبحانه تستلزم أن لا تأخذه سنة ولا نوم فالنوم أخو الموت.
والنوم نقص في كمال الحياة قال صلى الله عليه وسلم:
 (إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام) .
ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
"وحياته - سبحانه - أكمل الحياة وأتمها،
وهي حياة تستلزم جميع صفات الكمال،
وتنفي أضدادها من جميع الوجوه،
ومن لوازم الحياة العقل الاختياري فإن كل حي فعال، وصدور العقل عن الحي بحسب كمال حياته ونقصها.
وكل من كانت حياته أكمل من غيره كان فعله أقوى وأكمل، وكذلك قدرته.
ولذلك كان (الرب) سبحانه على كل شيء قدير وهو فعال لما يريد.

وقد ذكر البخاري في كتاب (خلق الأفعال) عن نعيم بن حماد أنه قال:
الحي هو الفعال.
وكل حي فعال؛ فلا فرق بين الحي والميت إلا بالفعل والشعور" .
ولله الأسماء الحسنى - عبد العزيز الجليل
المعنى في حق الله تعالى
القيوم

ذكر الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - معنى هذا الاسم العظيم في أكثر من موطن من كتبه. ومن ذلك قوله:
"معنى اسمه (القيوم): هو الذي قام بنفسه فلم يحتج إلى أحد،
وقام كل شيء به فكل ما سواه محتاج إليه بالذات".

ويقول في موطن آخر:
"فالقائم بنفسه أكمل ممن لا يقوم بنفسه،
ومن كان غناه من لوازم ذاته فقيامه بنفسه من لوازم ذاته.
وهذه حقيقة قيوميته سبحانه.
وهو (الحي القيوم)
فالقيوم: القائم بنفسه المقيم لغيره".
وقال في موطن ثالث:
"وأما (القيوم) فهو متضمن كمال غناه وكمال قدرته،
فإنه القائم بنفسه لا يحتاج إلى من يقيمه بوجه من الوجوه.
وهذا من كمال غناه بنفسه عما سواه،
وهو المقيم لغيره فلا قيام لغيره إلا بإقامته، وهذا من كمال قدرته وعزته".
ويقول الشيخ السعدي - رحمه الله تعالى - عن هذين الاسمين الكريمين:
 (الحي) الجامع لصفات الذات. و(القيوم) الجامع لصفات الأفعال".

فتضمن هذان الاسمان الكريمان معاني أسمائه وصفاته وأفعاله،
ولهذا قيل: إن (الحي القيوم) هو الاسم الأعظم.

ومن معاني (القيوم) الباقي الذي لا يزول، ↔وهذا المعنى قد أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -
بقوله: "لهذا كان اسم "القيوم"
يتضمن أنه لا يزول، فلا ينقص بعد كمالِه،
ويتضمن أنه لم يزل ولا يزال دائمًا باقيًا أزليًّا أبديّاً موصوفًا بصفاتِ الكمال، من غير حدوثِ نقصِ أو تغيُّرٍ بفسادٍ واستحالةِ ونحو ذلك مما يعتري ما يزول من الموجودات،
فإنه - سبحانه وتعالى - "القيوم". ولهذا كان من تمام كونِه قيومًا لا يزولُ أنه لا تأخذه سِنَةٌ ولا نومٌ،
فإن السِّنة والنوم فيهما زوال ينافي القيومية، لما فيهما من النقص بزوال كمالِ الحياة والعلم والقدرة،

فإن النائم يحصل له من نقص العلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والكلام وغير ذلك ما يظهر نقصه بالنسبة إلى الشيطان. ولهذا كان النوم أخا الموت".

ولله الأسماء الحسنى - عبد العزيز الجليل 

الحي القيوم - سلسلة تبسيط أسماء الله الحسنى