اقتران اسمي الرحمن الرحيم مع غيرها من أسماء الله


إحصاء اسم " الرحمن" في كلام الله
ذكر اسم الرحمن 57 مرة
6مرات مع اسم الرحيم. 51 مرة منفردا .
ولم يقترن إﻻ مع اسم "الرحيم" فقط .
وذكر مقترنا مع اسم (الرحيم)فى خمس سور.

ذكر اسم الرحمن فى 18 سورة
"البقرة - الرعد - اﻹسراء - الشعراء - النمل - ق - الرحمن - الحشر " مرة واحدة.
"الفاتحة - النبأ " مرتان .
"طه - اﻷنبياء - يس - الملك" أربع مرات .
"الفرقان" خمس مرات.
"الزخرف" سبع مرات.
"مريم" 16 مرة
وهي أكثر السور التى ذكر فيها اسم "الرحمن ".
سميت سورة فى القرآن باسم (الرحمن ).

إحصاء اسم "الرحيم" فى كلام الله

ذكر اسم الرحيم 115 مرة

 اﻷسماء التى اقترنت مع اسم الله الرحيم :- " 8 أسماء "

الغفور - العزيز - التواب -الرؤوف -الرحمن - البر - الودود - الرب

إحصاء اسم الرحيم في سور القرآن

ذكر اسم الرحيم فى 42 سورة:-
الفاتحة "مرتان"
البقرة "12 " مرة
النساء" 11 مرة "
التوبة -الشعراء "9 مرات"
النحل - اﻷحزاب"6مرات"
المائدة - النور "5 مرات"
آل عمران -اﻷنعام - الحجرات "3مرات "
اﻷعراف - اﻷنفال - يوسف
الفرقان - النمل - يس - فصلت
الحديد - الحشر - الممتحنة "مرتان"
يونس - هود - إبراهيم
الحجر - اﻹسراء - الحج
القصص - الروم - السجدة
سبأ - الزمر - الشورى
الدخان - اﻷحقاف - الفتح
الطور - المجادلة - التغابن
التحريم - المزمل " مرة واحدة"

أكثر السور التى ذكر فيها اسم الرحيم " البقرة - النساء".

سنقف بإذن الله وقفات مع مواطن اقتران اسم "الرحمن ، الرحيم" مع غيرهما من الأسماء

اقتران اسم [الرحمن] مع اسم [الرحيم]

يقول اﻹمام الطبري :-
ربنا جل ثناؤه رحمن جميع خلقه في الدنيا والآخرة ،
ورحيم المؤمنين خاصة في الدنيا والآخرة .

فأما الذي عم جميعهم به في الدنيا من رحمته فكان رحمانا لهم به
فما ذكرنا مع نظائره التي لاسبيل إلى إحصائها ﻷحد من خلقه.
كما قال جل ثناؤه : {... ۚوَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ...ٌ} [ابراهيم : 34]

وأما في الآخرة ، فالذي عم جميعهم به فيها من رحمته ، فكان لهم رحمانا تسويته بين جميعهم جل ذكره في عدله وقضائه ، فلا يظلم أحدا منهم مثقال ذرة ، وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ، وتوفى كل نفس ما كسبت .
فذلك معنى عمومه في الآخرة جميعهم برحمته ، الذي كان به رحمانا في الآخرة .

وأما ما خص به المؤمنين في عاجل الدنيا من رحمته ، الذي كان به رحيما لهم فيها ،
كما قال جل ذكره : ( وكان بالمؤمنين رحيما ) الأحزاب : 43
فما وصفنا من اللطف لهم في دينهم ، فخصهم به ، دون من خذله من أهل الكفر به .

وأما ما خصهم به في الآخرة ، فكان به رحيما لهم دون الكافرين ،
فما وصفنا آنفا مما أعد لهم دون غيرهم من النعيم ، والكرامة التي تقصر عنها الأماني .

وجه اقتران اسمي الرحمن الرحيم] في القرآن

يقول د/ فاضل السامرائي:-
الرحمن على وزن فعلان
والرحيم على وزن فعيل
ومن المقرر في علم التصريف في اللغة العربية
أن الصفة فعلان تمثل الحدوث والتجدد والامتلاء والاتصاف بالوصف الى حده الأقصى
فيقال غضبان بمعنى امتلأ غضبا
أما صيغة فعيل فهي تدل على الثبوت سواء كان خلقة ويسمى تحول في الصفات
ثل طويل، جميل، قبيح فلا يقال خطيب لمن ألقى خطبة واحدة وانما تقال لمن يمارس الخطابة وكذلك الفقيه.

ولذا جاء سبحانه وتعالى بصفتين تدلان على التجدد والثبوت معا
لو قال الرحمن فقط لتوهم السامع أن هذه الصفة طارئة قد تزول كما يزول الجوع من الجوعان والغضب من الغضبان وغيره.
ولو قال رحيم وحدها لفهم منها أن صفة رحيم مع أنها ثابتة لكنها ليست بالضرورة على الدوام ظاهرة إنما قد تنفك

مثلا عندما يقال فلان كريم فهذا لا يعني أنه لا ينفك عن الكرم لحظة واحدة إنما الصفة الغالبة عليه هي الكرم.

وجاء سبحانه بالصفتين مجتمعتين ليدل على أن صفاته الثابتة والمتجددة هي الرحمة

ويدل على أن رحمته لا تنقطع وهذا يأتي من باب الاحتياط للمعنى
وجاء بالصفتين الثابتة والمتجددة لا ينفك عن إحداهما إنما هذه الصفات مستمرة ثابتة لا تنفك البتة غير منقطعة.

وجه تقديم اسم على [الله] على اسم [ الرحمن] على اسم [الرحيم] في البسملة

يقول الطبري:-
 لم قدم اسم "الله "على اسمه "الرحمن " واسمه "الرحمن " على اسمه "الرحيم " ؟

قيل : لأن من شأن العرب ، إذا أرادوا الخبر عن مخبر عنه
أن يقدموا اسمه ، ثم يتبعوه صفاته ونعوته .
وهذا هو الواجب في الحكم : أن يكون الاسم مقدما قبل نعته وصفته ، ليعلم السامع الخبر ، عمن الخبر .
فإذا كان ذلك كذلك - وكان لله جل ذكره أسماء قد حرم على خلقه أن يتسموا بها ، خص بها نفسه دونهم
وذلك مثل "الله " و "الرحمن " و "الخالق "
وأسماء أباح لهم أن يسمي بعضهم بعضا بها ،
وذلك : كالرحيم والسميع والبصير والكريم ، وما أشبه ذلك من الأسماء -

كان الواجب أن تقدم أسماؤه التي هي له خاصة دون جميع خلقه ، ليعرف السامع ذلك من توجه إليه الحمد والتمجيد .
ثم يتبع ذلك بأسمائه التي قد تسمى بها غيره ، بعد علم المخاطب أو السامع من توجه إليه ما يتلو ذلك من المعاني .

فبدأ الله جل ذكره باسمه لأن الألوهية ليست لغيره جل ثناؤه من وجه من الوجوه ،
ثم ثنى باسمه ، الذي هو الرحمن ، إذ كان قد منع أيضا خلقه التسمي به ،
وإن كان من خلقه من قد يستحق تسميته ببعض معانيه .
وذلك أنه قد يجوز وصف كثير ممن هو دون الله من خلقه ، ببعض صفات الرحمة . وغير جائز أن يستحق بعض الألوهية أحد دونه .
فلذلك جاء الرحمن ثانيا لاسمه الذي هو "الله " .

وأما اسمه الذي هو "الرحيم " فقد ذكرنا أنه مما هو جائز وصف غيره به .
والرحمة من صفاته جل ذكره ، فكان - إذ كان الأمر على ما وصفنا - واقعا مواقع نعوت الأسماء اللواتي هن توابعها ، بعد تقدم الأسماء عليها.

تفسير الطبري لسورة الفاتحة

اقتران اسمي"الرحمن الرحيم" مع كلمة التوحيد في سور "البقرة والحشر"

قال تعالى :-
{وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ }[البقرة : 163]

يقول الشيخ سليمان بن قاسم العيد:-
والآية التي اقترن فيها الاسمان من سورة البقرة فيها
بيان انفراد الله سبحانه وتعالى بالألوهية وعقب ذلك بذكر اسم من الأسماء التي يختص بها سبحانه وهو(الرحمن)
وأما (الرحيم) ففيه تنبيه على إثابة من حقق هذا التوحيد.

قال ابن سعدي : ففي هذه الآية إثبات وحدانية الباري وإلهيته. وتقريرها بنفيها عن غيره من المخلوقين،
وبيان أصل الدليل على ذلك
وهو إثبات رحمته، التي من آثارها وجود جميع النعم، واندفاع جميع النقم،
فهذا دليل إجمالي على وحدانيته تعالى. ثم ذكر بعد ذلك الأدلة التفصيلية.

 وقال الرازي : إنما خص سبحانه وتعالى هذا الموضع بذكر هاتين الصفتين،
لأن ذكر الإلهية والفردانية يفيد القهر والعلو،
فعقبهما بذكر هذه المبالغة في الرحمة، ترويحاً للقلوب عن هيبة الإلهية، وعزة الفردانية، وإشعاراً بأن رحمته سبقت غضبه.

ومع ما يدل عليه اقتران الاسمين، من أن الله سبحانه وتعالى متصف بهذه الصفة من صفات الكمال وهي صفة (الرحمة)،
وأن رحمته سبحانه وتعالى وسعت كل شيء كما أخبر بها في كتابه العزيز،
فإن الله سبحانه وتعالى جعل هذه الرحمة أيضاً للمؤمنين به على وجه خاص كما في قوله سبحانه "وكان بالمؤمنين رحيماً"

فالمؤمن هو الذي يحقق توحيد الله سبحانه وتعالى الذي أشار إليه سبحانه بقوله
"وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ "
وهذا أيضاً يجعل المؤمن يطمع في رحمة الله سبحانه تعالى ويتعرض لها بفعل الأسباب الجالبة للرحمة .

 موطن اقتران اسمي [الرحمن الرحيم] مع كتاب الله في سورة فصلت 
قال تعالى :-
 {تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ} [فصلت : 2]

يقول الشيخ ابن عثيمين :-
 (تنزيلٌ من الرحمن الرحيم) مَن يعني به؟
يعني به الربّ عز وجل أي: تنزيلٌ مِن الله الرحمن الرحيم
لكنَّه أتى بهذَيْن الاسمين الكريمين إشارةً إلى
أنَّ القرآن رحمة لأنَّ إنزالَه مِن مقتضى رحمة الله عز وجل،
 أليس من الممكن أن يقال: تنزيلٌ من الله؟
نعم كما جاء في آياتٍ أخرى لكنَّه قال: من [الرحمن الرحيم] إشارة إلى أنَّ هذا القرآن نزَل بمقتضى رحمة الله عز وجل،
وأنَّ الله رحِمَ به العباد.

يقول ابن عاشور :-
وإيثار الصفتين {الرحمن الرَّحِيمِ} على غيرهما من الصفات العلية
للإِيماء إلى أن هذا التنزيل رحمة من الله بعباده ليخرجهم من الظلمات إلى النور
كقوله تعالى : { فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة } [الأنعام : 157 ]
وقوله : { أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون } [ العنكبوت : 51 ] .

والجمع بين صفتي { الرحمن الرَّحِيم } للإيماء إلى أن الرحمة صفة ذاتيَّة لله تعالى ، وأن متعلقها منتشر في المخلوقات .
وفي ذلك إيماء إلى استحماق الذين أعرضوا عن الاهتداء بهذا الكتاب
بأنهم أعرضوا عن رحمة ،
وأن الذين اهتدوا به هم أهل المرحمة .

لقوله بعد ذلك : { قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى } [ فصلت : 44 ]



اقتران اسم [الرحيم] مع اسم [الغفور ]

جاء اسم "الغفور" مع اسم "الرحيم" في كلام الله ما يقارب 76 مرة
جاء سياق القرآن الكريم بتقديم اسم ( الغفور ) على اسم (الرحيم) في كل آياته إلا في آية في بداية سورة سبأ

تقديم اسم "الغفور" على اسم "الرحيم" للأسباب التالية:

1.المغفرة كما بيّن العلماء سلامة والرحمة غنيمة,
فقدمت السلامة على الغنيمة تقديم أولوية.

2.المغفرة خاصة بالمؤمنين والرحمة عامة,
فقدم الخاص على العام.

3.في كثير من الآيات جاءت المغفرة مباشرة بعد طلبها, فوافق تقديم المغفرة على الرحمة لطلبها,
كما في قوله تعالى:" دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً".

4.المغفرة تعني ستر الذنوب, وقد يتبع الستر الرحمة,
فالستر يكون بين العبد وربه, والرحمة تظهر آثارها في الآخرة. والدنيا مقدمة في الترتيب الزمني على الآخرة.

النكتات البلاغية في الصفات الثنائية

تقديم اسم [الرحيم] على اسم [ الغفور] في آية سبأ

قال الله تعالى
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ*يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ} سبأ

القرآن الكريم هو خطاب الله تعالي للمكلفين من الثقلين ،
وأكثر ما يهم الثقلين هو معرفة ثمرة أعمالهم التكليفية التي عملوها .
ولما كان من جملة ما يقع على الأرض أعمال المكلفين ،
وكذلك من جملة ما يعرج إلى السماء أعمال المكلفين .

أشارت الفاصلة هنا إلى أن
هذه الأعمال مهما بلغ حسنها لا تكافئ نعم الله على العبد ، ولا تصلح ثمناً لبلوغ جنته ورضوانه ،

لكنها سبيل إلى الوصول إلى رحمته ومغفرته وهذا الأخير سبيل إلى دخول الجنة والفوز برضا الله تعالي .
ولما كان المقام هنا مقام تفضل وإنعام ، وإحسان وإكرام
قدمت الرحمة على المغفرة،

لأن المغفرة لا تكون إلا عن ذنب وتقصير ولم يذكر في الآية تصريح بذلك
وأما الرحمة فهي
عامة إذ هي من الله ، فالإنعام والإفضال يشمل كل الكائنات .
وأما الرحمة الخاصة ، فلا تكون إلا للمؤمنين المتقين ...

فالرحمة شملتهم جميعاً ، والمغفرة تخص بعضاً والعموم قبل الخصوص بالرتبة.

بحث أسماء الله "غافر وغفور وغفار" مقاماتها ودلالاتها -د.سعيد جمعة

اقتران اسم [الرحيم]مع اسم [العزيز]
اقترن اسم الله "الرحيم" مع اسم "العزيز" في القرآن الكريم 13 مرة
الآيات:
{وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} الشعراء ( 8 مواضع )
{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ} الشعراء217
{بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}الروم5
{ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}السجدة6
{تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ}يس5
{إِلَّا مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} الدخان42

يقول عبد العزيز الجليل :-
واقتران هذين الاسمين الكريمين واضح لمن تأمله حسب السياق القرآني في الآية التي يختم فيها بهذين الاسمين الجليلين.

ففي سورة الشعراء لما كانت الآية هي بمثابة التعقيب على قصة كل نبي مع قومه
ناسب ختمها بهذين الاسمين الكريمين،
وذلك أن ما حصل للمكذبين من عذاب وهلاك إنما هو مقتضى عزته سبحانه وقوته، وغلبته وهو موجب اسمه سبحانه (العزيز)
وما حصل من إنجاء للرسل وأتباعهم إنما مقتضى رحمته ولطفه وهو موجب اسمه سبحانه (الرحيم).

وبالجملة فإن اقتران هذين الاسمين الكريمين يدل على الكمال والعدل والحمد والعزة والرحمة،

وذلك ببيان أنه سبحانه مع كونه عزيزًا قويًا غالبًا قاهرًا لكل شيء
فلا ينفي أن يكون رحيمًا برًا محسنًا.

ولا يعني كونه سبحانه رحيمًا بعباده أن لا يكون قويًا غالبًا.

فرحمته سبحانه ناشئة عن قدرة، وقوة، وعزة لا عن ضعف، وعجز،

واجتماع الوصفين يدل على صفة كمال ثالثة وهي:

جريان عزته - سبحانه وتعالى - على سنن الرحمة التي تستلزم إفاضة الخير والإحسان.


تابع وجه اقتران اسم [الرحيم] مع اسم [العزيز]

يقول هاني حلمي :-

اقترن اسم الله [العزيز] مع [الرحيم] كثيرًا في سورة الشعراء وغيره ليعطينا معنى الكمال...

فهو عزيز في رحمته
رحيم في عزته بلا ذل.
لأن أحيانًا الرحمة إذا زادت عن حدها وعن قدرها تنقلب إلى ذل،

فالأب مثلا من شدة رحمته بابنه قد يذل له أو لأجله حتى لا يصيبه شيء.
فهو سبحانه وتعالى رحيم لكنه عزيز؛
لذلك فإن حبه دوما مشوب بالخوف، ليس الخوف الذي يبعدك عنه بل خوف الإجلال والمهابة..

فهو معي رحيم ودود رؤوف
لكنه عزيز قد يطردني عن جنابه في أي لحظة ولا يبالي!.

اقتران اسمه سبحانه(الرحيم) باسمه سبحانه (التواب)

يقول عبد العزيز الجليل :-

وجاء هذا الاقتران في (تسعة) مواضع من القرآن منها قوله تعالى:

{ فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) } [البقرة: 37]،
وقوله تعالى: { أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَن اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) } [التوبة: 104]،

وقوله تعالى: { فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا (16) } [النساء: 16]،
وسر الاقتران بين هذين الاسمين الكريمين واضح، ذلك أن من آثار وثمار رحمة الله تعالى توفيقه لعباده إلى التوبة ثم قبولها منهم،

قال الله - عز وجل -: { وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27)} [النساء: 27].

وتوفيق العبد للتوبة ثم قبولها منه يترتب عليه حسن العاقبة، والنجاة من عذاب الله تعالىوتلك رحمة خاصة،
بل إنه سبحانه من عظيم رحمته بعبده أنه يفرح بتوبته فرحًا عظيمًا
كما جاء في الحديث الصحيح
 (لله أفرح بتوبة عبده - حين يتوب إليه - من أحدكم كان على راحلة بأرض فلاة... الحديث)

اقتران اسم (الرؤوف) باسم (الرحيم)

جاء هذا الاقتران في ثماني آيات من القرآن الكريم منها
قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ}(البقرة: 143)،

يقول د. سليمان بن قاسم العيد عند حديثه عن هذه الآية :-

الرؤوف : الرأفة : الرحمة، وقيل أشد الرحمة، وقيل أخص من الرحمة وأرق.

ولما كانت هذه الآية فيها طمأنة للمسلمين على إيمانهم وعلى صلاتهم، وأنهم ليسوا على ضلال، وأن صلاتهم لم تضع،
ناسب ختامها باجتماع هذين الاسمين (رؤوف رحيم)

فإن ذلك كله من رأفة الله سبحانه وتعالى بعباده ورحمته بهم.
ولما كان هذا في حال المؤمنين الأوائل مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
لم يقتصر على ذكر الرحمة فحسب بل أكد ذلك بالرأفة وهي أشد الرحمة.

 وإذا تأملنا المواضع الأخرى من القرآن الكريم التي اقترن فيها هذان الاسمان (الرؤوف الرحيم)

وجدنا أنها لا تخرج عن امتنان الله سبحانه على عباده بأمر ديني أو دنيوي.
فكل ما وهبه الله سبحانه وتعالى لعباده من خير، أو ما دفعه عنهم من سوء، فهو من رأفته ورحمته بهم.

اقتران اسمه سبحانه (الرحيم) باسمه - عز وجل - (الودود)

وجاء هذا الاقتران مرة واحدة في القرآن الكريم وذلك في قوله سبحانه:
{ وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90) }[هود].

ولا يخفى وجه الارتباط بين هذين الاسمين الجليلين،
لأن معنى (الودود) الذي يُحَب ويحب عباده التوابين المنيبين؛وهذا من موجبات رحمته.

وقد اختار شعيب هذين الاسمين الكريمين وهو يدعو قومه إلى الاستغفار والتوبة، وذلك ليطمعهم في توبة الله - عز وجل - عليهم وأنها مقتضى رحمته سبحانه ومحبته - عز وجل - للمنيبين إليه.

يقول الشيخ السعدي - رحمه الله تعالى - عند قوله تعالى:
" { رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90) }
 لمن تاب وأناب؛ يرحمه فيغفر له، ويتقبل توبته ويحبه.
ومعنى الودود من أسمائه تعالى أنه يحب عباده المؤمنين، ويحبونه، فهو فعول بمعنى فاعل ومعنى مفعول".

وهنا توجيه آخر في تفسير اقتران هذين الاسمين الكريمين، ألا وهو:
أن الرحمة قد تتوجه إلى من لا يُحب،
أما (الرب) تعالى فإنه يغفر لعبده إذا تاب ويرحمه ويحبه مع ذلك، فإذا تاب العبد إلى ربه أحبه ربه سبحانه ولو كان منه ما كان.

ولله الأسماء الحسنى - عبد العزيز الجليل

اقتران اسمه (الرحيم ) باسمه سبحانه (الرب )

قال تبارك وتعالى: { سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58) }[يس: 58]. " وقال سبحانه: { بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) } [سبأ:15].

وبتأمل هذه الأسماء المقترنة باسم (الرب) تعالى نجد أن فيها صفة الرحمة والمغفرة،

وفي هذا التأكيد على أن من أخص صفات (الرب) - عز وجل - الرحمة والرأفة بعباده وأنها من موجبات ربوبيته.
ومن ذلك تربيته لعباده، وإنعامه عليهم،
وإرساله الرسل إليهم وإنذارهم وتبشيرهم. ↔وهذه هي من لوازم التربية العامة،

وأما التربية الخاصة من الله - عز وجل - لأوليائه بتوفيقهم، وحفظهم، ورعايتهم، وتربيتهم. فالرحمة، والرأفة، والمغفرة واضحة جلية في ذلك والله أعلم،

اقتران اسمه (الرحيم) باسمه سبحانه (البر)

وجاء هذا الاقتران مرة واحدة في القرآن وذلك في قوله تعالى عن أهل الجنة:
{ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28) } [الطور: 25 - 28]،

والبر: هو المحسن الرفيق المتفضل، وهذه الصفات هي من موجبات رحمته الخاصة بعباده المؤمنين.
فبرُّ الله - عز وجل - بعباده الذي هو عبارة عن توالي مننه، وتتابع إحسانه وإنعامه أثر من آثار رحمته الواسعة التي غمرت الوجود، وتقلب فيها كل موجود،
وعن طريق تلك المنن الجزيلة، وذلك الإحسان العميم عرف العباد أن ربهم رحيم،
فاقتران (البر) بـ (الرحيم) لعله من اقتران المسبَّب بالسبب.

وتقديم (البَرِّ) على (الرحيم) أبلغ في المدح، والثناء بالترقي من الأخص إلى الأعم، ومن المسبب إلى السبب.


ولله الأسماء الحسنى - عبد العزيز الجليل

 

هـنـــــا