الرب سبحانه
انتهينا بفضل الله من شرح اسم(الله ) وهو الاسم الأول في سورة
الفاتحة
وننتقل الآن إلى الاسم الثاني في السورة وهو [ الرب ]
حيث قال الله تعالى :
{الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ}
[
الرب ]
من أسماء الله - عز وجل - الحسنى التي يدعى بها، ويمجد بها، ويقدس بها
وعامة ما جاء في ذكر هذا الاسم الكريم إنما جاء مضافًا إلى الخلق
عمومًا وخصوصًا مثل:
(رب العالمين)،
(رب السماوات والأرض)،
(رب الملائكة)، (رب العرش) ونحو ذلك.
وورد ذكـره في القـرآن في أكثر من 900 موضـع .
ولله الأسماء الحسنى -
عبد العزيز الجليل
مدلول كلمة (الرب) من حيث الاشتقاق اللغوي
لفظ (الرب) مصدر أريد به اسم الفاعل أي أنه راب
قال الراغب الأصفهاني:
لفظ (الرب) مصدر مستعار للفاعل .
قال ابن الأنباري:
معنى لفظ (الرب) : ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
المالك،
و السيد المطاع ،
و المصلح..
فهذه ثلاثة أصول ترجع إليها معاني كلمة الرب:
1⃣ الأصل الأول:
بمعنى المالك والصاحب،
ومن هذا المعنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم في ضالة الإبل ((فذرها
حتى يلقاها ربها)) .
2⃣الأصل الثاني:
بمعنى السيد المطاع،
قال الطبري: " وأما تأويل قوله: (رب) فإن الرب في كلام العرب
متصرف على معان:
فالسيد المطاع فيها يدعى رباً،ومن هذا المعنى قول الرسول صلى الله
عليه وسلم (أن تلد الأمة ربها) أي سيدها.
3⃣ الأصل الثالث:
فبمعنى المصلح للشيء المدبر له،
ولذلك قال بعض أهل العلم باشتقاق كلمة الرب من التربية.
قال الراغب: " الرب في الأصل التربية، وهو إنشاء الشيء
حالاً فحالاً إلى حد التمام".
وقال الطبري :
"
فَرَبُّنَا جلَّ ثَنَاؤُهُ السَّيِّدُ الَّذِي لَا شِبْهَ لَهُ،
وَلَا مَثَلَ فِي سُؤُدُّدِهِ،
وَالْمُصْلِحُ أَمْرَ خَلْقِهِ بِمَا أَسْبَغَ عَلَيْهِمْ مِنْ
نِعَمِهِ،
وَالْمَالِكُ الَّذِي لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْر "ُ
وقال الطبري بعد أن ذكر المعاني الثلاثة لكلمة (الرب) قال:
وقد يتصرف معنى الرب في وجوه غير ذلك، غير أنها تعود
إلى بعض هذه الوجوه الثلاثة "..
معنى اسم (الرب) من كلام العلماء
يقول الشيخ عبد الرزاق البدر في كتابه فقه الأسماء الحسنى :
ومعنى الرب أي:
ذو الربوبية على خلقه أجمعين خلقا وملكا وتصرفا وتدبيرا ،
وهو من الأسماء الدالة على جملة معان ﻻ على معنى واحد.
ويقول الشيخ محمد التويجري في كتابه التوحيد :-
الرب هو سبحانه الرب العظيم الذي له السؤدد و العزة و العظمة و العلو
و الكبرياء و الجبروت و الملكوت :
{ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ* وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الجاثية 36 -37
هو سبحانه : الرب الذي أصلح خلقه و رباهم بنعمه
الكافل لهم
القائم بمصالحهم
المواليهم بنعمه
الكثير الخير و الإحسان :
{ قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ }
الأنعام 164
وتقول د.فوز بنت عبد اللطيف
الرب من أسماء الكمال المطلق وهو يجمع معاني كثير من صفات الأفعال
كالخلق والرزق والمنع والعطاء والإنعام والجود
والقبض
والبسط والخفض والرفع والإعزاز والإذلال وغير ذلك من معاني ربوبيته...
انه الله (3)- اسم الله "الرب"1 الشيخ علاء سعيد
رب العالمين
يتحدث ابن القيم –رحمه الله تعالى- عما يشاهده العبد من اسمه سبحانه
(رب العالمين) فيقول:
"وشاهد من ذكر اسمه: رَبِّ الْعَالَمِينَ
قيوماً قام بنفسه؛
وقام به كل شيء، فهو قائم على كل نفس بخيرها وشرها،
قد استوى على عرشه،
وتفرد بتدبير ملكه،
فالتدبير كله بيديه، ومصير الأمور كلها إليه،
فمراسيم التدبيرات نازلة من عنده على أيدي ملائكته
بالعطاء والمنع،
والخفض والرفع،
والإحياء والإماتة،
والتوبة والعزل،
والقبض والبسط،
وكشف الكروب وإغاثة الملهوفين وإجابة المضطرين:
{يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي
شَأْن} ٍ[الرحمن: 29].
لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، ولا معقب لحكمه، ولا راد لأمره،
ولا مبدل لكلماته،
تعرج الملائكة والروح إليه، وتعرض الأعمال – أول النهار وآخره – عليه،
فيقدر المقادير ويوقت المواقيت،ثم يسوق المقادير إلى مواقيتها، قائماً بتدبير ذلك كله وحفظه ومصالحه.
"
الموسوعة العقدية - الدرر السنية
أنواع تربية الله لخلقه
تربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة وخاصة.
1⃣: فالعامة
هي خلقه للمخلوقين،
ورزقهم،
وهدايتهم لما فيه مصالحهم، التي فيها بقاؤهم في الدنيا.
2⃣: والخاصة
تربيته لأوليائه، فيربيهم بالإيمان،
ويوفقهم له، ويكمله لهم،
ويدفع عنهم الصوارف، والعوائق الحائلة بينهم وبينه،
وحقيقتها:
تربية التوفيق لكل خير،
والعصمة عن كل شر.
ولعل هذا المعنى هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب.
فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة.
تفسير السعدي
انه الله (4)- اسم الله "الرب" 2 الشيخ علاء سعيد
أكثر دعاء الأنبياء باسم الرب
ذكر الله – عز وجل – في كتابه الكريم عن أنبيائه – عليهم الصلاة
والسلام – وأوليائه الصالحين دعاءهم بهذا الاسم الكريم ومن ذلك:
دعاء الأبوين – عليهما السلام – بقولهما:
{رَبَّنَا
ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ [الأعراف: 23].
دعاء نوح – عليه الصلاة والسلام – بقوله:
{رَبِّ
اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ...} [نوح: 28]
ودعاء موسى – عليه الصلاة والسلام – بقوله:
{ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي
رَحْمَتِكَ }[الأعراف: 151]
ودعاء يوسف عليه الصلاة والسلام:
{ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي
إِلَيْهِ }[يوسف: 33]
وقوله: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي
مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ...} [يوسف: 101]
ودعاء زكريا عليه الصلاة والسلام:
{رَبِّ
هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً }[آل عمران: 38
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الله كثيرًا باسم (الرب)،
ويمجده ويعظمه به،
فمن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام:
((ألا
أدُلٌّك على سيد الاستغفار ؟ اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك....
)). جامع الترمذي
كان رسول الله صل الله عليه وسلم يأمرنا اذا اخذ احدنا مضجعه يقول :(
اللهمَّ رب السموات ورب الارضين ، وربنا ورب كل شئ، وفالق الحب والنوى، ومنزل
التوارة والإنجيل والقرآن...) الترمذي حسن صحيح
فما
السر بأن أكثر دعاء الأنبياء باسم ( الرب )
ما سر دعاء الأنبياء باسم (الرب)
ذكر الله – عز وجل – في كتابه الكريم عن أنبيائه – عليهم الصلاة
والسلام – وأوليائه الصالحين دعاءهم بهذا الاسم الكريم
فما السر في ذلك؟
إن الدعاء باسم الرب هو المناسب لمعنى التربية والإصلاح ، وما في
دعواتهم من هذا المعنى ،
ولابن القيم إشارات في بدائع الفوائد :
وتأمل كيف صدر الدعاء المتضمن للثناء والطلب بلفظة اللهم
كما في سيد الإستغفار "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا
عبدك"
وجاء الدعاء المجرد مصدرا بلفظ الرب
نحو قول المؤمنين (ربنا اغفر لنا ذنوبنا ) آل عمران 147
وقول آدم (ربنا ظلمنا أنفسنا) الأعراف 23
وقول موسى
(قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ
ُ) [سورة القصص : 16]
وسر ذلك أن الله تعالى يُسئل بربوبيته المتضمنة قدرته وإحسانه وتربيته
عبده وإصلاح أمره.
ويُثنى عليه بإلاهيته المتضمنة إثبات ما يجب له من الصفات العلى
والأسماء الحسنى
وتدبر طريقة القرآن تجدها كما ذكرت لك .
ملتقى
أهل التفسير - مساعد الطيار
دعاء الأنبياء و المؤمنين في القرآن - مشاري العفاسي
اسم الرب يتضمن صفة الربوبية
إن صفة الربوبية من صفات الله جل في علاه، والتي لها أثرها في تعبد
العبد وإيمانه.
وهذه الصفة ذاتية لا تنفك عن الله جل في علاه أزلاً ولا أبداً.
يقول ابن القيم :-
معنى قوله " رب العالمين "
ربوبيته للعالم تتضمن :-
▪تصرفه
فيه وتدبيره له
▪ونفاذ
أمره كل وقت فيه
▪وكونه
معه كل ساعة فى شأن .
يخلق ويرزق ويميت ويحي ويعطي ويمنع ويصرف اﻷمور بمشيئته وإرادته
وإنكار ذلك إنكار لربوبيته و ألوهيته وملكه "
لوازم الربوبية
إن الخلق والرزق من أول لوازم الربوبية،
والرزق كله بيد الله جل في علاه، ولا أحد يمتلكه غيره،
كما قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا
لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ
* إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات:57 - 58]
وهو الذي انفرد بخلق كل شيء سواء كان دقيقاً أم جليلاً،
قال الله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الرعد:16]،
وقال جل في علاه: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}
[الصافات:96].
وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله خلق كل صانع وصنعته).
صفات الله وآثارها في إيمان العبد - محمد حسن عبد الغفار
حقيقة معنى الربوبية
حقيقة معنى الربوبية في القرآن الكريم تقوم على ركنين اثنين:
الركن الأول: إفراد الله بالخلق،
والركن الثاني: إفراده بالأمر والتدبير.
كما قال الله تعالى عن موسى وهو يُبيِّن حقيقة الربوبية لفرعون:
{قَالَ
فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ} [طه:49].
فيشّرح له مُوسى عليه السّلام معنى الربوبية:
1- {قَالَ رَبُّنَا
الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ} [طه:50]؛
إذًا.. هو سبحانه وتعالى الخالق له، الموجد له، القائم عليه.
2- {ثُمَّ
هَدَىٰ} فيها معنى تدبير الأمر لكل هذه المخلوقات والهداية كما هو معلوم.
▪فالله
سبحانه وتعالى أعطى كل شيء خلقه ثم هدى؛
▪فبيّن
لكل إنسان وجه المطلوب منه
{فَأَلْهَمَهَا
فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس:8]،
{وَهَدَيْنَاهُ
النَّجْدَيْنِ} [البلد:10]؛
فلا حجة لأحدٍ أن ينفي عن نفسه معرفة طريق الحق من الباطل إذ بيّن
الله عز وجل هذا الأمر في فطرة الإنسان.
إذن سيدنا موسى أجاب عن الربوبية فحصرها في معنيين جامعين:
الأول: هو إفراد الله تعالى بخلق الأشياء وتكوينها وإنشائها من العدم.
والثاني: إفراد الله تعالى بتدبير الأمر في خلقه كهدايتهم، والقيام
على شئونهم، وتصريف أحوالهم؛
فهو سبحانه الذي توكل بالخلائق أجمعين، وهو القائل:
فهو سبحانه الذي توكل بالخلائق أجمعين، وهو القائل:
{اللَّهُ
خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الزمر:62].
شرح
اسم الرب - هاني حلمي
:round_pushpin:يقصد بتوحيد الربوبية:
:star2:أن يقر العبد ويشهد بقلبه ولسانه وجوارحه
:leftwards_arrow_with_hook:بأن الله تعالى تفرّد بالربوبية المطلقة وخصائصها من:
:small_red_triangle_down:سيادة وإنعام وإبراء وتصوير
:small_red_triangle_down:وملك ورزق ومنع وإعطاء ونفع وضر وإحياء وإماتة
:small_red_triangle_down:وتدبير محكم بديع لأمر هذا الكون كله أزلاً وأبداً,
:small_red_triangle_down:فلا يشركه أحد من خلقه مهما علا مركزه في هذه الحياة دينا ودنيا في أي من خصائص ربوبيته سبحانه
:round_pushpin:ومن ثم فإن العبد ينبغي عليه أن يعتقد:
:small_blue_diamond:1 – بأن الله تعالى هو وحده السيد، فلا سيادة في هذا الكون على الخلق إلا له وحده،
:small_blue_diamond:2 – وبأن الله تعالى هو وحده الخالق، أي المقدر للأشياء على مقتضى مشيئته، فلا يملك مخلوق ما أن يخلق ذرة ولا حبة ولا شعيرة،
:low_brightness:لذا يقول تعالى: {هَذَا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِه}ِ لقمان 11
:arrow_heading_up:فهذا استفهام إنكاري يؤكد عجز المخلوق عجزاً كاملاً عن خلق أي شيء,
:small_blue_diamond:3 – وبأن الله تعالى هو وحده البارئ أي المنشئ للمخلوقات، والموجد لها من العدم
- فمن من الخلق هذا الذي يزعم أنه يستطيع أن يبرئ من العدم شيئاً؟:question::exclamation: -
إنه يستحيل عليه ذلك،
:small_blue_diamond:4 – وبأن الله تعالى هو وحده المصور لصور خلقه على كثرتهم الكاثرة واختلاف أنواعهم وأشكالهم - وهو وحده - بعد خلقه وتصويره يجعل في مخلوقاته الأرواح التي تحصل بها الحياة.
:dizzy:مفهوم الربوبية وأهميتها في تقرير توحيد الألوهية -د.سعد ندا.
:gem:تابع معنى توحيد الربوبية:gem:
:small_blue_diamond:5 –وأن يعتقد بأن الله تعالى هو وحده الرازق، وضمن رزق كل مخلوق لديه،
:low_brightness:فقال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} هود 6,
:low_brightness:وقال جل وعلا: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ, فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} الذاريات.
:low_brightness:وقال تعالى: {إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}الذاريات ـ
:bulb:فلا يملك مخلوق أن يجري لغيره رزقاً لم يقدره الله تعالى له، ولا أن يمنع عنه رزقاً قدر الله تعالى أن يجريه له.
:small_blue_diamond:6- وبأن الله تعالى هو وحده الذي يعطي خلقه من نعمه ما يشاء، وهو وحده الذي يمنعهم إياها كما يشاء،
:no_entry:ولا يملك أيّ مخلوق أن يمنع عطاء الله الذي أراد ولا أن يجري ما أراد سبحانه أن يمسك،
:low_brightness:يقول تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}فاطر 2 .
:small_blue_diamond:7 – وبأن الله تعالى هو وحده النافع لعباده بما يشاء، والضار لمن يستحق منهم الضر بما يشاء سبحانه.
:low_brightness:وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في الحديث القدسي الذي رواه عن ربه عن ابن عباس رضي الله عنهما:
"واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك, جفت الأقلام وطويت الصحف".
:arrow_double_down:يتبع
:dizzy:مفهوم الربوبية وأهميتها في تقرير توحيد الألوهية - د.سعد ندا
:small_blue_diamond:5 –وأن يعتقد بأن الله تعالى هو وحده الرازق، وضمن رزق كل مخلوق لديه،
:low_brightness:فقال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} هود 6,
:low_brightness:وقال جل وعلا: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ, فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} الذاريات.
:low_brightness:وقال تعالى: {إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}الذاريات ـ
:bulb:فلا يملك مخلوق أن يجري لغيره رزقاً لم يقدره الله تعالى له، ولا أن يمنع عنه رزقاً قدر الله تعالى أن يجريه له.
:small_blue_diamond:6- وبأن الله تعالى هو وحده الذي يعطي خلقه من نعمه ما يشاء، وهو وحده الذي يمنعهم إياها كما يشاء،
:no_entry:ولا يملك أيّ مخلوق أن يمنع عطاء الله الذي أراد ولا أن يجري ما أراد سبحانه أن يمسك،
:low_brightness:يقول تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}فاطر 2 .
:small_blue_diamond:7 – وبأن الله تعالى هو وحده النافع لعباده بما يشاء، والضار لمن يستحق منهم الضر بما يشاء سبحانه.
:low_brightness:وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في الحديث القدسي الذي رواه عن ربه عن ابن عباس رضي الله عنهما:
"واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك, جفت الأقلام وطويت الصحف".
:arrow_double_down:يتبع
:dizzy:مفهوم الربوبية وأهميتها في تقرير توحيد الألوهية - د.سعد ندا
:gem:تابع معنى توحيد الربوبية:gem:
:small_blue_diamond:8 – وأن يعتقد بأن الله تعالى هو وحده المحيي الذي يقدر أن يمنح الحياة لمن يشاء من خلقه، ويحدد مدة هذه الحياة ونهايتها في أجل معلوم لديه،
:no_entry:ولا يملك أي مخلوق أن يمنح حياة لغيره - لم يشأها له الله تعالى - ولو للحظات يسيرة.
:small_blue_diamond:9– وبأن الله تعالى هو وحده المميت، الذي يقدر أن ينهي حياة من يشاء من خلقه فيقضي عليه بالموت,
:no_entry:ولا يملك مخلوق ما أن ينهي حياة غيره الذي يُقدر الله له بقيةً من حياة.
:small_blue_diamond:10– وبأن الله تعالى هو وحده المدبر لأمر هذا الكون كله، فيصرف شؤونه على وجه حكيم فيه صلاح خلقه، بحيث لا يوجد في هذا التدبير تناقضٌ ولا تنافرٌ،
:no_entry:ولا يملك أي مخلوق مهما كان مركزه دنيا ودينا أن يدبر من أمر هذا الكون شيئاً,
:low_brightness:ويشير إلى هذا قوله تعالى: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} (السجدة:5)
:star2: أهمية هذا الإقرار:star2:
:round_pushpin:تظهر أهمية الإقرار بتوحيد الربوبية في أنه مقدمة لنتيجة،
:small_red_triangle_down:فإذا أقر العبد أن الله سبحانه تعالى هو الرب المتفرد بالربوبية وخصائصها،
:leftwards_arrow_with_hook:استلزم ذلك حتماً أن ينتج عن إقراره هذا إقرار آخر بتفرد الرب جل وعلا في ألوهيته،
:small_red_triangle_down:فيُجَرّد له العبادات جميعاً، ولا يصرف شيئاً منها لسواه،
:leftwards_arrow_with_hook:إذ أنه لا يصلح أن يُعْبَد إلا من كان رباً، سيداً, خالقاً, بارئاً, مصوراً, مالكاً, رازقاً, معطياً, مانعاً, محيياً, مميتاً, مدبراً لأمر الكون كله،
:bulb:وما دام أن ذلك جميعه لا يثبت إلا له وحده سبحانه، فوجب أن يكون هو وحده المعبود، الذي لا يصح أن يكون لأحد من خلقه شركة معه في أي شيء من العبادات على اختلاف صورها.:bulb:
:dizzy:مفهوم الربوبية وأهميتها في تقرير توحيد الألوهية - د.سعد ندا
:small_blue_diamond:8 – وأن يعتقد بأن الله تعالى هو وحده المحيي الذي يقدر أن يمنح الحياة لمن يشاء من خلقه، ويحدد مدة هذه الحياة ونهايتها في أجل معلوم لديه،
:no_entry:ولا يملك أي مخلوق أن يمنح حياة لغيره - لم يشأها له الله تعالى - ولو للحظات يسيرة.
:small_blue_diamond:9– وبأن الله تعالى هو وحده المميت، الذي يقدر أن ينهي حياة من يشاء من خلقه فيقضي عليه بالموت,
:no_entry:ولا يملك مخلوق ما أن ينهي حياة غيره الذي يُقدر الله له بقيةً من حياة.
:small_blue_diamond:10– وبأن الله تعالى هو وحده المدبر لأمر هذا الكون كله، فيصرف شؤونه على وجه حكيم فيه صلاح خلقه، بحيث لا يوجد في هذا التدبير تناقضٌ ولا تنافرٌ،
:no_entry:ولا يملك أي مخلوق مهما كان مركزه دنيا ودينا أن يدبر من أمر هذا الكون شيئاً,
:low_brightness:ويشير إلى هذا قوله تعالى: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} (السجدة:5)
:star2: أهمية هذا الإقرار:star2:
:round_pushpin:تظهر أهمية الإقرار بتوحيد الربوبية في أنه مقدمة لنتيجة،
:small_red_triangle_down:فإذا أقر العبد أن الله سبحانه تعالى هو الرب المتفرد بالربوبية وخصائصها،
:leftwards_arrow_with_hook:استلزم ذلك حتماً أن ينتج عن إقراره هذا إقرار آخر بتفرد الرب جل وعلا في ألوهيته،
:small_red_triangle_down:فيُجَرّد له العبادات جميعاً، ولا يصرف شيئاً منها لسواه،
:leftwards_arrow_with_hook:إذ أنه لا يصلح أن يُعْبَد إلا من كان رباً، سيداً, خالقاً, بارئاً, مصوراً, مالكاً, رازقاً, معطياً, مانعاً, محيياً, مميتاً, مدبراً لأمر الكون كله،
:bulb:وما دام أن ذلك جميعه لا يثبت إلا له وحده سبحانه، فوجب أن يكون هو وحده المعبود، الذي لا يصح أن يكون لأحد من خلقه شركة معه في أي شيء من العبادات على اختلاف صورها.:bulb:
:dizzy:مفهوم الربوبية وأهميتها في تقرير توحيد الألوهية - د.سعد ندا