من ثمرات
الإيمان باسمي
[الرحمن، الرحيم]
1/ إثبــــات صفة الرحمة لله ربِّ العالمين
فصفة
الرحمة من صفات الله تعالى الثابتة بالكتاب والسُّنَّة،
وهي
صفة كمال لائقة بذاته كسائر صفاته العلى،
❎لا يجوز لنا أن ننفيها أو نعطلها لأن ذلك من الإلحــــاد
في أسمائه سبحـــانه وتعالى.
↩وقد يُلحد البعض بهذه الصفة دون أن يشعر،
حينما
يعترض على الابتلاءات التي تعتريه هو أو غيره ..
ولا
يدري أن تلك الابتلاءات من رحمة الله عزَّ وجلَّ بعبـــــاده ..
عن جابر
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:-
"يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء
الثواب،
لو أن
جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض" [رواه الترمذي وحسنه الألباني]
فأهل
البلاء أكثر احساسًا برحمة الله تعالى؛ لإنها سابغة عليهم،،
شرح
اسم الرحمن - هاني حلمي- الكلم الطيب
2/ محبة الله - عز وجل - المحبة العظيمة
وذلك
حينما يفكر العبد وينظر في آثار رحمة الله - عز وجل - في الآفاق، وفي النفس والتي لا
تعد ولا تحصى. وهذا يثمر ⤵
تجريد
المحبة لله تعالى
والعبودية
الصادقة له سبحانه
وتقديم
محبته - عز وجل - على النفس، والأهل، والمال، والناس جميعًا،
والمسارعة
إلى مرضاته،
والدعوة
إلى توحيده،
والجهاد
في سبيله،
وفعل
كل ما يحبه ويرضاه.
قال
تعالى: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) } [آل عمران: 31].
🌟3/ عبودية الرجاء والتعلق برحمة الله تعالى وعدم اليأس
من رحمة الله تعالى فإن الله - عز وجل - قد وسعت رحمته كل شيء. وهو الذي يغفر الذنوب
جميعًا
↩كما أن الرجاء والنظر إلى رحمة الله الواسعة وآثارها
يثمر⤵️
الأمل
في النفوس المكروبة،
ويمسح
عليها الرَّوح وحسن الظن بالله تعالى
وانتظار
الفرج بعد الشدة
ومغفرة
الذنوب.
قال
الله تعالى: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا
مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ
الرَّحِيمُ (53) }[الزمر: 53].
وقال
- عز وجل -: { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا
(6) } [الشرح: 5، 6]،
وقال
- عز وجل -: { أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ
} ... الآية [النمل: 62]
ولله
الأسماء الحسنى - عبد العزيز الجليل
4/ الطمأنينة إلى الله عزوجل
إن معرفة
العبد برحمة الله الشاملة لعباده يسكب في القلب الطمأنينة إلى ربه،
لا في
حال السراء والنعماء فحسب،
↩بل وهو يمر بفترات الابتلاء بالضراء، التي تزيغ
فيها القلوب والأبصار،
فهو
يستيقن أن رحمة الله وراء كل لمحة، وكل حالة، وكل وضع، وكل تصرف.
ويعلم
أن ربه لا يعرضه للابتلاء لأنه تخلى عنه، أو طرده من رحمته، فإن الله لا يطرد من رحمته
أحداً يرجوها،
إنما
يطرد الناس أنفسهم من هذه الرحمة حين يكفرون بالله، ويرفضون رحمته، ويبعدون عنها.
والطمأنينة
إلى رحمة الله تملأ القلب بالثبات والصبر، والرجاء والأمل، والهدوء والراحة، فهو في
كنف ربٍ رحيم ودود.
ورحمة
الله بعباده هي الأصل، حتى في ابتلائهم أحياناً بالضراء والبأساء،
⚪فهو سبحانه يبتليهم
▪ليعد طائفة منهم بهذا الابتلاء لحمل أمانته بعد
الخلوص والتجرد والتهيؤ عن طريق هذا الابتلاء،
▪وليميز الخبيث من الطيب في الصف، وليعلم من يتبع
الرسول ممن ينقلب على عقبيه، وليهلك من هلك عن بيِّنة، ويحيا من حيّ عن بيِّنة.
موسوعة
فقه القلوب - محمد بن إبراهيم التويجري
5/ الحياء من الله عز وجل:
"إن التأمل في إحسان الله ورحمته يورث العبد حياء
منه - سبحانه وتعالى -
فيستحي
العبد المؤمن من خالقه أن يعصيه،
ثم إن
وقع في الذنب جهلاً منه استحيا من الله بعد وقوعه في الذنب،
↩ولذا كان الأنبياء يعتذرون عن الشفاعة للناس بذنوبهم
خوفًا وخجلاً،
⤴وإن هذا لأمر قل من ينتبه له، بل قد يظن كثير من
الناس أن التوبة والعفو قد غمر ذنوبه فلا يلتفت إلى الحياء بعد ذلك.
كان
الأسود بن يزيد يجتهد في العبادة والصوم حتى يصفر جسده فلما احتضر بكى،
فقيل
له: ما هذا الجزع؟ ،
فقال:
مالي لا أجزع، والله لو أتيت بالمغفرة من الله لأهمني الحياء منه مما قد صنعت،
إن الرجل
ليكون بينه وبين آخر الذنب الصغير فيعفو عنه فلا يزال مستحييًا منه
ولله
اﻷسماء الحسنى - عبدالعزيز الجليل
6/ تعظيم التألّي على الله عزّ وجلّ:
فقد
روى مسلم عَنْ جُنْدَبٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم حَدَّثَ
أَنَّ
رَجُلًا قَالَ: وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلَانٍ !
وَإِنَّ
اللَّهَ تَعَالَى قَالَ:مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ
؟ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ
وفي
رواية لأبي داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُ:
(( كَانَ رَجُلَانِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَوَاخِيَيْنِ،
فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ وَالْآخَرُ مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ،
فَكَانَ
لَا يَزَالُ الْمُجْتَهِدُ يَرَى الْآخَرَ عَلَى الذَّنْبِ،فَيَقُولُ: أَقْصِرْ !
فَوَجَدَهُ
يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ، فَقَالَ لَهُ: أَقْصِرْ !
فَقَالَ:
خَلِّنِي وَرَبِّي، أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا ؟!
فَقَالَ:
وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، أَوْ لَا يُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ.
فَقَبَضَ
أَرْوَاحَهُمَا، فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَقَالَ لِهَذَا الْمُجْتَهِدِ:
أَكُنْتَ بِي عَالِمًا أَوْ كُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا ؟
وَقَالَ
لِلْمُذْنِبِ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي،
وَقَالَ
لِلْآخَرِ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ"
ثمرات
الإيمان بصفة الرحمة - عبد الحليم توميات - موقع نبراس الحق
7/ أن ينقطع المؤمن إلى الله تعالى وأن يعرض عما سواه عز وجل فيرتاح باله
؛
فإن
الرحمة بيد الله وحده
قال
تعالى (ما يفتح اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ
فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )فاطر2 .
وحين
تستقر هذه العقيدة في قلب إنسان تتحول تصرفاته وتعتدل موازينه ؛
لأنها
تقطعه عن كل قوة في السماوات والأرض وتصله بقوة الله.
وتغنيه
عن كل رحمة في السماوات والأرض وتصله برحمة الله.
وتوصد
أمامه كل باب في السماوات والأرض، وتفتح أمامه باب الله .
يجد
هذه الرحمة من يفتحها الله له في كل شيء ، وفي كل حال , وفي كل مكان . .
يجدها
في نفسه ,ويجدها فيما حوله , حيثما كان , وكيفما كان ،
ولو
فقد كل شيء مما يعد الناس فقده هو الحرمان . .
ويفتقدها
من يمسكها الله عنه في كل شيء , وفي كل وضع , وفي كل مكان ، ولو وجد كل شيء مما يعده
الناس علامة الوجدان والرضوان!
من آثار
صفة الرحمة - ماجد الصغير - موقع العقيدة والحياة
8/مخافة العبد من الله وحده
⛅إن المؤمن إذا علم أن الله إذا فتح أبواب رحمته
لأحد فلا ممسك لها . ومتى أمسكها فلا مرسل لها↔كانت مخافته من الله . ورجاء ه في الله ..
إنما
هي مشيئة الله . ما يفتح الله فلا ممسك . وما يمسك الله فلا مرسل ..
▪يقدر بلا معقب على الإرسال والإمساك .
▫ويرسل ويمسك وفق حكمة تكمن وراء الإرسال والإمساك
.
(ما يفتح اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا
يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)فاطر2 .
↩ لو استقر هذا المعنى في قلب إنسان لصمد كالطود للأحداث
والأشخاص والقوى والقيم .
ولو
تضافر عليها الإنس والجن .
وهم
لا يفتحون رحمة الله حين يمسكها , ولا يمسكونها حين يفتحها (وهو العزيز الحكيم). .
إنها رحمة الله يفتح الله بابها ويسكب فيضها في
آية من آياته .
آية
من القرآن تفتح كوة من النور . وتفجر ينبوعاً من الرحمة . وتشق طريقاً ممهوداً إلى
الرضا والثقة والطمأنينة والراحة.
☁اللهم لك الحمد منزل القرآن هداية وزكاة وشفاء ورحمة
للمؤمنين، رحمتك نرجو ، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.☁
من آثار صفة الرحمة - ماجد الصغير - موقع العقيدة
والحياة
9/ الدعاء لله باسمي الرحمن الرحيم.
❓كيف ندعو الله باسميه الرحمن الرحيم❓
اثن
على الله عزَّ وجلَّ في كل حالك وأكثِر منه بين الخلائـــق، فتتحدث بنعمته ورحمته عليــك،
وافرح
برحمة الله تعالى إذا تنزلت عليك،
قال
تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ
مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس:58].
أن يُكثر
العبد من سؤال ربِّه الرحمة،
↩فيقول:اللهم ارحمني، اللهم ارحمني.
فإذا
دعوت الله، فاعزم في الدعــاء ولا تتردد،
قال
رسول الله: «إذا دعا أحدكم فلا يقل اللهم اغفر لي إن شئت، ارحمني إن شئت، ارزقني إن
شئت، وليعزم مسألته إنه يفعل ما يشاء ولا مكره له» (رواه البخاري)،
☁اللهم رحمتك نرجو، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.☁
شرح
اسم الرحمن - هاني حلمي - الكلم الطيب
10 /اتصاف العبد بالرحمة وبذلها لعباد الله تبارك وتعالى
▪وقد حض الله - عز وجل - عباده على التخلق بها،
▫ومدح بها أشرف رسله
فقال:
{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ
عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } [التوبة: 128].
↩ومن أسمائه صلى الله عليه وسلم أنه (نبي الرحمة)(رواه
مسلم).
▪ومدح الصحابة - رضي الله عنهم - بقوله: { رُحَمَاءُ
بَيْنَهُمْ } [الفتح: 29].
▫وخُص أبو بكر - رضي الله عنه - من بينهم بالكمال
البشري في الرحمة بعد الرسل، حيث قال فيه صلى الله عليه وسلم :
(أرحم أمتي بأمتي أبو بكر)(الترمذي وصححه الألباني).
▪ وبيَّن صلى الله عليه وسلم أن الرحمة تنال عباده
الرحماء فقال: (إنما يرحم الله من عباده الرحماء) (البخاري ومسلم)،
وأعظم
الرحمة بالناس
هدايتهم
إلى التوحيد، وإخراجهم من الظلمات إلى النور بإذن ربهم - عز وجل –
ثم الرحمة
بهم في أنفسهم، وأعراضهم، وعقولهم، وأموالهم، ودفع الظلم عنهم، وتفريج كروبهم،
والإحسان
إليهم، وتعزية مصابهم، وقضاء حوائجهم.
ولله
اﻷسماء الحسنى - عبدالعزيز الجليل