الأسماء التي اقترنت
باسم "الرب"
ورد اقتران اسم
(الرب) - سبحانه وتعالى - في القرآن الكريم بأسماء كريمة هي:
الرحمن، الرحيم،
الغفور،الغفار،
العزيز.
وبتأمل هذه الأسماء
المقترنة باسم (الرب) تعالى نجد أن فيها صفة الرحـمة والمغفرة،
وفي هـذا التأكيد على
أن من أخص صفات (الرب) - عز وجل - الرحمة والرأفة بعباده وأنها من موجبات
ربوبيته.
ومن ذلك تربيته
لعباده، وإنعامه عليهم،
وإرساله الرسل إليهم
وإنذارهم وتبشيرهم.
وهذه هي من لوازم
التربية العامة .
وأما التربية الخاصة
من الله - عز وجل - لأوليائه
بتوفيقهم، وحفظهم،
ورعايتهم، وتربيتهم.
فالرحمة، والرأفة،
والمغفرة واضحة جلية في ذلك والله أعلم .
كما ورد مع اسم:
(العزيز) وصفة: (العزة والغلبة) من موجبات الربوبية والسؤدد .
يقول ابن القيم في
مدارج السالكين :-
"واقتران ربوبيته برحمته كاقتران استوائه على عرشة برحمته:
{ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) } [طه:5]
مطابق لقوله:
{ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) }
فإن شمول الربوبية
وسعتها بحيث لا يخرج شيء عنها أقصى شمول الرحمة وسعتها.
فوسع كل شيء برحمته
وربوبيته، مع أن في كونه ربّاً للعالمين ما يدل على علوه على خلقه وكونه فوق كل
شيء،).
من حكم اقتران اسم
"الرب" مع اسم "الرحمن الرحيم "
قال تعالى :{
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (3)}
الفاتحة
قد أتبع - سبحانه -
هذا الوصف وهو { رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } ، بوصف آخر هو {
ٱلرَّحْمـٰنِ ٱلرَّحِيمِ }
لحكم سامية من
أبرزها:
أن وصفه - تعالى -
بـ{ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } أي:
مالكهم،
قد يثير فى النفوس
شيئاً من الخوف أو الرهبة،
فإن المربي قد يكون
خشناً جباراً متعنتاً، وذلك مما يخدش من جميل التربية، وينقص من فضل التعهد.
لذا قرن - سبحانه -
كونه مربياً، بكونه الرحمن الرحيم، لينفي بذلك هذا الاحتمال،
وليفهم عباده بأن
ربوبيته لهم مصدرها عموم رحمته وشمول إحسانه،
فهم برحمته يوجدون،
وبرحمته يتصرفون ويرزقون، وبرحمته يبعثون ويسألون.
ولا شك أن في هذا
الإِفهام تحريضاً لهم على حمده وعبادته بقلوب مطمئنة، ونفوس مبتهجة،
ودعوة لهم إلى أن
يقيموا حياتهم على الرحمة والإِحسان، لا على الجبروت والطغيان،
فالراحمون يرحمهم
الرحمن.
الفرق بين أسماء "الرب" و"الإله" في المعنى
"الإله "
يتضمن غاية العبد
ومصيره ومنتهاه
وما خلق له وما فيه
صلاحه وكماله
وهو عبادة الله
"الرب"
يتضمن خلق العبد
ومبتداه وهو أنه يربه ويتولاه
مع أن الثاني يدخل في
الأول دخول الربوبية في الإلهية
والربوبية تستلزم
الألوهية أيضا
اسم الله
أدل على مقصود
العبادة التي لها خلق الخلق
ففاتحة دعوة الرسل
الأمر بالعبادة
قال تعالى: {يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن
قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }[البقرة: 21]
وقال صلى الله عليه
وسلم: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده
ورسوله)) رواه البخاري ومسلم
وذلك يتضمن الإقرار
به وعبادته وحده
▪فإن الإله هو المعبود
▪ولم يقل حتى يشهدوا أن لا رب إلا الله
اسم الرب
أحق بحال الاستعانة
والمسألة
والرب هو المربي
الخالق الرازق الناصر الهادي
وهذا الاسم أحق باسم
الاستعانة والمسألة
ولهذا يقال:{رَبِّ
اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ } [نوح:28]،
{ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا
وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [الأعراف:23]،
فعامة المسألة
والاستعانة المشروعة باسم الرب.
الموسوعة العقدية -
الدرر السنية
اجتماع اسم (الرب)
واسم (الإله)وافتراقهما
أسماء (الرب والإله )
بينهما اجتماع وافتراق أي:
أنهما إذا اجتمعا افترقا
وإذا افترقا اجتمعا.
وبيان ذلك أن يقال:
▪إذا اجتمع اسم (الرب) و اسم (الإله) في موضع ونص واحد فإنهما يفترقان
في المعنى؛
حيث يتوجه معنى
(الرب) إلى المالك المتصرف القادر الخالق المحيي المميت المتفرد بخصائص الربوبية.
و(الإله) يتوجه إلى
المعبود المألوه الذي يجب أن يوحده العباد بأفعالهم.
▪أما إذا افترقا حيث ذكر كل منهما
في موضع
فإنهما يجتمعان
بحيث يدل أحدهما على
معناه كما يتضمن معنى الآخر.
مثال لحالة الاجتماع
:
قوله تعالى :
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ
النَّاسِ (2) إِلَٰهِ النَّاسِ (3)} الناس
فذكر سبحانه هنا (رب الناس)
،(إله الناس)
وهنا يتوجه معنى
(الرب) إلى المالك المتصرف المحيي المميت الخالق البارئ المتفرد بصفات
الربوبية.
كما يتوجه معنى (الإله ) إلى المعبود المألوه المطاع .
مثال لحالة
الافتراق:-
قوله تعالى:
{ وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ
الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ (163)}البقرة .
وقوله تعالى في كثير
من الأدعية القرآنية.(ربنا ) (ربِّ)
فهنا يتوجه معنى
(الإله ) في الآية الأولى إلى معنى الإلوهية والعبودية لله عز وجل مع تضمنه لمعنى
الربوبية
ويتوجه معنى ( الرب )
في الآية الثانية إلى معنى الربوبية والملك والتدبير والخلق مع تضمنه لمعنى
الألوهية.
ولله اﻷسماء الحسنى - عبدالعزيز الجليل