آراءالعلماء من
إثبات الاسم
الأعظم لله تعالى
اختلف الناس هل يثبت
لله تعالى اسم أعظم له خصائصه ومزايا تميزه عن غيره من سائر الأسماء الحسنى؟
إلى طائفتين :
نفاة
مثبتة
قال أصحاب الرأي
الأول:
أنه لا يجوز تفضيل بعض
الأسماء على بعض .
كل اسم من أسمائه
تعالى يجوز وصفه بكونه أعظم فيرجع إلى معنى عظيم .
قال ابن حبان :
"الأعظمية الواردة في
الأخبار إنما يراد بها مزيد ثواب الداعي بذلك "
ذهب جمهور العلماء
قديما وحديثا إلى إثبات الاسم الأعظم لله تعالى وذلك لورود النص الصريح بذلك عن
النبي صلى الله عليه وسلم في غير حديث وهي على النحو التالي :
الأحاديث الواردة في
إثبات الاسم
الأعظم لله تبارك
وتعالى :
أولا: حديث عبدالله بن
بريدة الاسلمي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول :-
" اللهم إنى أسألك أنى
أشهد أنك أنت الله ﻻ إله إﻻ أنت اﻷحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا
ﻷحد "
فقال :"والذي
نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى
"
رواه الترمذى وأبو
داود..
⤴وهذا الحديث هو أصح
الأحاديث الواردة في إثبات الاسم الأعظم لله تبارك وتعالى .
عن أنس أنه كان مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يصلي ثم دعا
" اللهم إنى أسألك بأن
لك الحمد ﻻ إله إﻻ أنت المنان بديع السموات واﻷرض يا ذا الجلال واﻹكرام يا حى يا
قيوم"
فقال النبى صلى الله
عليه وسلم :-
( لقد دعا باسمه العظيم
الذى إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى ) صححه اﻷلبانى
حديث أسماء بنت
يزيد أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
اسم الله الأعظم في
هاتين الآيتين (وإلهكم إله واحد ﻻ إله إﻻ هو الرحمن الرحيم) البقرة
وفاتحة آل عمران (آلم
. الله ﻻ إله إﻻ هو الحى القيوم)رواه الترمذى وأبو داود وابن ماجه وقد حسنه
الألباني .
حديث أبى أمامة
رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(إن اسم الله اﻷعظم لفي
سور من القرآن ثلاث ؛ البقرة وآل عمران وطه ) .
الجامع الصغير للسيوطي
، صحيح .
اسم الله الأعظم -
د. عبد الله بن عمر الدميجي
أقوال العلماء في
تعيين الاسم الأعظم
بعد أن تبين أن جماهير
العلماء قديما وحديثا يذهبون إلى إثبات أن لله تعالى اسما أعظم كما دلت عليه
الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
إلا أنهم اختلفوا في
كونه اسما ظاهرا يمكن للمسلم أن يعرفه وأن يدعو الله تعالى به أم لا على ثلاثة
أقوال :-
القول الأول : أن
الاسم الأعظم مخفي لا يعلمه أحد من الناس .
قالوا : ( إنما جعل
الاسم الأعظم مكتوم ليصير ذلك سببا لمواظبة الخلق على ذكر جميع الأسماء رجاء أنه
ربما مر على لسانه ذلك الاسم أيضا ولهذا السبب أخفى الله الصلاة الوسطى في الصلوات
وليلة القدر في الليالي).
القول الثاني : بأنه
يعلمه الخاصة من الناس من الأنبياء والأولياء .
قال الغزالي : الاسم
الأعظم لا يعرفه الجماهير .
وهذا قول غالبية
الصوفية .
القول الثالث : قالوا
بتعيين الاسم الأعظم ولكن اختلفوا في تحديده و تعيينه اختلافا كثيرا .
اسم الله الأعظم - د.
عبد الله بن عمر الدميجي
آراء العلماء في
تحديد اسم الله الأعظم
اختلف من قال بتعيين
الاسم الأعظم إلى آراء عديدة نذكر منها :
الله
الحي القيوم
ذو الجلال والإكرام
لا إله إلا أنت ،
سبحانك إني كنت من الظالمين
الرحمن
رب
هذه أهم الأقوال
الواردة في تعيين الاسم الأعظم لله تبارك وتعالى.
وهناك أقوال أخرى لم
نذكرها لعدم وجود الدليل عليها .
اسم الله الأعظم -
د.عبد الله بن عمر الدميجي
فما هو الرأي الراجح؟
وما أدلة هذا الرأي ؟
وما هي أقرب الآراء
إلى الصواب؟
(الله) هو الاسم الأعظم على الأرجح
يقول القرطبي رحمه
الله:
"وهذا الاسم هو أكبر
أسمائه وأجمعها
↩حتى قال بعض العلماء:
إنه اسم الله الأعظم،
ولم يتسم به غيره، ولذلك لم يثن، ولم يجمع..
وهو أحد تأويلي قوله
تعالى:
{ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ
سَمِيًّا } [مريم: 65]، أي: هل تعلم من تسمى باسمه الذي هو (الله)،
(فالله) اسم للموجود الحق الجامع لصفات الألوهية
المنعوت بنعوت
الربوبية
المنفرد الحقيقي لا
إله إلا هو سبحانه".
أسباب ترجيح اسم (
الله ) :-
أن الرسول عندما سمع
أحد الصحابة يدعو بهذا الدعاء:
"اللَّهم إني أسألك أني
أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له
كفوًا أحد"؛
↩قال: (والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به
أجاب وإذا سئل به أعطى).
كثرة وروده في كتاب
الله تعالى، فقد ورد في كتاب الله (2724) مرة.-
أن بقية أسمائه تبارك
وتعالى تجري مع هذا الاسم مجرى الصفات مع الأسماء،
↩فتقول: من صفات الله
العليم الحكيم الكريم، ولا تقول: من صفات العليم الله.
ولله الأسماء الحسنى -
عبد العزيز الجليل
اسم الله مستلزم لجميع
معاني أسمائه الحسنى، دال عليها بالإجمال،
وكل أسمائه وصفاته
تفصيل وتبيين لصفات الألوهية التي اشتق منها اسم الله،
واسم الله يدل على
كونه سبحانه معبودًا، تألهه
الخلائق محبة، وتعظيمًا، وخضوعًا، وفزعًا إليه في النوائب والحاجات.
↩وقال ابن القيم:
"الإله هو الجامع لجميع
صفات الكمال ونعوت الجلال،
فيدخل في هذا الاسم
جميع الأسماء الحسنى،
⤴ولهذا كان القول
الصحيح أن الله أصله الإله
كما هو قول سيبويه
وجمهور أصحابه إلا من شذ منهم،
وأن اسم الله تعالى هو
الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى".
تعرف الرب تبارك
وتعالى إلى موسى باسمه الله:
تعرف الله تبارك
وتعالى إلى عباده باسمه (الله) كثيرًا، ومن هؤلاء نبي الله موسى عليه السلام عندما
أرسله إلى قومه،
فعندما كان موسى عليه
السلام، عائدًا بأهله من مدين في طريقه إلى مصر في ليلة ظلماء باردة، رأى على
البعد بجانب الطور نارًا، فقال لأهله:
{ امْكُثُوا إِنِّي
آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ
لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ
الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى
إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } [القصص: 30]،
وقال له: { وَأَنَا
اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ
إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي } [طه: 13، 14].
⤵فتعرف الله عز وجل إلى
نبيه موسى عليه السلام بأنه اللهُ ربُّ العالمين، وأنه اللهُ الحق الذي لا يستحق
العبادة إلا هو.
وقد تعرف الله إلى
عباده في كتابه المنزل على عبده ورسوله محمد بمثل ذلك ومن هذا ما جاء في
فاتحة أعظم آيات هذا الكتاب، وهي آية الكرسي،
فقد جاء في أولها {
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [البقرة: 255].
دعاؤه - تبارك وتعالى
- بهذا الاسم:
أكثر ما يدعى الله -
تبارك وتعالى - بلفظ: (اللَّهم)، ومعنى: اللَّهم، ياالله،
ولهذا لا تستعمل إلا
في الطلب،
فلا يقال: اللَّهم
غفور رحيم،
↩بل يقال: اللَّهم اغفر
لي وارحمني
♦ وقد كان الرسول
"صلى الله عليه وسلم" يدعو ربه كثيرًا بقوله "اللَّهم"
ولله الأسماء الحسنى- عبد العزيز الجليل
وجه اختياراسم
"الحي القيوم" كاسم الله الأعظم
ويأتي فى الدرجة
الثانية من القوة في كونه اسم الله اﻷعظم
اسم " الحي
القيوم "
فمن أهل العلم من ذهب
إلى أن الاسم الأعظم ↩هو ( الحي القيوم)
وهو قول طائفة من
العلماء ومنهم النووي ورجحه الشيخ العثيمين رحمه الله .
و ذكر عبد الرزاق
البدر في كتابه فقه الأسماء الحسنى قول ابن القيم :
"فإن صفة الحياة متضمنة
لجميع صفات الكمال مستلزمة لها.
وصفة القيومية متضمنة
لجميع صفات الأفعال"
↩ولهذا كان اسم الله
الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى
هو اسم الحي القيوم.
وقد ورد هذان الاسمان
في أكثر الأحاديث التي فيها إشارة إلى الاسم الأعظم.
وللشيخ
السعدي - رحمه الله تعالى - رأي في حقيقة الاسم الأعظم المشار
إليه في الحديث حيث يقول:
«بعض الناس يظن أن
الاسم الأعظم من أسماء الله الحسنى لا يعرفه إلا من خصه الله بكرامة خارقة للعادة،
↔وهذا ظن خطأ
فإن الله -تبارك
وتعالى - حثنا على معرفة أسمائه وصفاته،
وأثنى على من عرفها،
وتفقه فيها، ودعا الله بها دعاء عبادة وتعبد، ودعاء مسألة،
↩ولا ريب أنّ الاسم
الأعظم منها أولاها بهذا الأمر،
فإنه تعالى هو الجواد
المطلق الذي لا منتهى لجوده وكرمه، وهو يحب الجود على عباده،
ومن أعظم ما جاد به
عليهم تعرفه لهم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا،
فالصواب أنّ الأسماء
الحسنى كلها حسنى، وكل واحد منها عظيم،
↩ولكن الاسم الأعظم
منها كل اسم مفرد أو مقرون مع غيره إذا دل على جميع صفاته الذاتية والفعلية، أو دل
على معاني جميع الصفات مثل:
♦(الله) فإنه الاسم
الجامع لمعاني الألوهية كلها، وهي جميع أوصاف الكمال،
♦ومثل: (الحميد
المجيد)
فإن (الحميد) الاسم
الذي دل على جميع المحامد والكمالات لله تعالى،
و(المجيد) الذي
دل على أوصاف العظمة والجلال
♦ويقرب من ذلك(الجليل
الجميل الغني الكريم).
♦ومثل: (الحي القيوم)،
فإن (الحي) من
له الـحياة الكاملة العظيمة الـجامعة لجميع معاني الذات،
و(القيوم) الذي
قام بنفسه، واستغنى عن جـميع خلقه، وقام بـجميع الموجودات، فهـو الاسم الذي تدخل
فيه صفات الأفعال كلها.
♦ومثل: اسمه (العظيم
الكبير)
الذي له جميع معاني
العظمة والكبرياء في ذاته وأسمائه وصفاته، وله جميع معاني التعظيم من خواص خلقه.
♦ومثل قولك:(يا ذا
الجلال والإكرام)
فإن الجلال صفات
العظمة والكبرياء، والكمالات المتنوعة،
والإكرام استحقاقه على
عباده غاية الحب، وغاية الذل وما أشبه ذلك.
فعلم بذلك أن الاسم
الأعظم اسـم جنس،
⤴وهذا هـو الذي تدل
عليه الأدلة الشـرعية والاشتقاق،
كما في السنة أنه سمع
رجلاً يقول: «اللَّهم إني أسألك بأني أشـهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت
الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد»،
فقال: (والذي نفسي
بيده، لقد سألت الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى).
وكذلك الحديث الآخر
حين دعا الرجل، فقال: «اللَّهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت،
المنان، بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام، يا حي! يا قيوم!
فقال صلى الله عليه
وسلم: (والذي نفسي بيده، لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل
به أعطى)،
وكذلك قوله صلى الله
عليه وسلم :(اسم الله الأعظم في هاتين السورتين: ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ
وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ
الرَّحِيمُ )، ( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ
الْقَيُّومُ )
فمتى دعا الله العبد
باسم من هذه الأسـماء العظيمة بـحضور قلب ورقة وانكسـار لم تكـد ترد له دعـوة
والله الموفق».
أجمع ما قيل في اسم
الله الأعظم
ذكر الشيخ عبد الرزاق
البدر في كتاب فقه الأسماء الحسنى ثلاثة آراء عن اسم الله الأعظم :-
1 الله
2 الحي القيوم
3أن الاسم الأعظم جنس
لا يراد به اسم معين
ثم قال الشيخ بعد ذلك ↘
فهذه الأقوال الثلاثة
هي أولى ما قيل في الاسم الأعظم
↩ وعلى كل فهذه مسألة
اجتهاد لعدم ورود دليل قطعي الدلالة على التعيين يجب أن يصار إليه
إلا أن من دعا الله
بالأدعية المتقدمة فقد دعاه باسمه الأعظم لإخبار النبي صلى الله عليه وسلم
عمن دعا الله بذلك بأنه دعاه باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب.
اسم الله الأعظم للشيخ نبيل العوضي