الحكم بما أنزل الله



منزلة الحكم بما أنزل الله

إن الحكم بما أنزل الله هو جزء من التوحيد،
فعندما يقول المسلم كلمة التوحيد التي بها يدخل الإنسان في الإسلام،
فمعنى ذلك أنه قد التزم وأقر بألا يتحاكم إلا إلى الله وإلى شرعه، وإلى ما أنزله، وأنه كافر بالطاغوت،

لأن معنى شهادة أن لا إله إلا الله هي -كما بين الله تعالى- :
 ((فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا))[البقرة:256].

فهذه هي شهادة أن لا إله إلا الله مكونة من ركنين:
1ركن النفي: لا إله،وهو الكفر بالطاغوت.
2وركن الإثبات: إلا الله،وهو الإيمان بالله،
والشهادة بأن محمداً رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعناها طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع.

فمعنى الشهادة بأنه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو أن يحكَّم قوله الذي هو الوحي سواء كان مبلغاً إياه عن الله أم من عند نفسه؛ لأنه لا ينطق عن الهوى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

ولهذا قال الله تعالى: ((فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً))[النساء:65]

 ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)) [الحجرات:1]

فلا يقدم بين يديَّ الله ولا بين يديّ كلام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برأي ولا هوى، ولا معقول كما كان يسميه الأولون من علم الكلام أو أي شيء يعارضه.

فكلمة مسلم أو مؤمن تعني: أن الإنسان مذعن منقاد مستسلم لأمر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى،
ولا يتحاكم إلى غير الله عز وجل أبداً،

محاضرة الحكم بغير ما أنزل الله - سفر الحوالي

تعريف الحكم بما أنزل الله

قال الزّجّاج:
" فالله تعالى، هو الحاكم، وهو الحكم بين الخلق؛
لأنّه الحكم في الآخرة ولا حكم غيره.
والحكّام في الدّنيا إنّما يستفيدون الحكم من قبله تعالى علوّا كبيرا ."

الحكم بما أنزل الله اصطلاحا:
الحكم:
هو سياسة النّاس والقضاء بينهم وتدبير أمورهم طبقا للأحكام الشّرعيّة.

والحكم بما أنزل الله هو العمل بالحكم الشّرعيّ،

الّذي عرّفه الجرجانيّ بقوله: هو عبارة عن حكم الله تعالى المتعلّق بأفعال المكلّفين.

نضرة النعيم - الحكم بما أنزل الله

شمولية الحكم بما أنزل الله

إنّ الحكم بما أنزل الله يتضمّن إعمال شريعة الإسلام في كلّ ما يتعلّق بأمور العباد والبلاد في المعاملات، والجنايات والعلاقات الدّوليّة والتّجاريّة، وما أشبه ذلك ممّا يعرف بالقوانين الحاكمة

كلّ ذلك ينبغي أن يكون
بما أنزله الله في كتابه،
أو جاءت به السّنّة
الّتي تبيّن للنّاس ما نزّل إليهم مصداقا لقوله تعالى

{ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ }(النحل/ 44)
وقوله عزّ من قائل:
{وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ} (النحل/ 89) .

ويقتضي ذلك أن تكون الأحكام الّتي وردت بها السّنّة الشّريفة ممّا أنزل الله؛ لأنّها بيان لما أنزله- عزّ وجلّ-

🔹ويتضمّن الحكم بما أنزل الله أيضا الحكم بما أجمعت عليه الأمّة أو قيس على حكم جاء به الكتاب أو أوردته السّنّة.

نضرة النعيم - الحكم بما أنزل الله

من العبادة الحكم بما أنزل الله

قال الشّيخ عبد العزيز بن باز:

وفسّر العلماء رحمهم الله- العبادة بمعان متقاربة من أجمعها ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيميّة إذ يقول:
العبادة اسم جامع لكلّ ما يحبّه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة،

وهذا يدلّ على أنّ العبادة تقتضي
الانقياد التّامّ لله تعالى أمرا ونهيا واعتقادا وقولا وعملا،

وأن تكون حياة المرء قائمة على شريعة الله يحلّ ما أحلّ الله ويحرّم ما حرّم،

ويخضع في سلوكه وأعماله وتصرّفاته كلّها لشرع الله متجرّدا من حظوظ نفسه، ونوازع هواه، ليستوي في هذا الفرد والجماعة، والرّجل والمرأة

فلا يكون عابدا لله من خضع لربّه في بعض جوانب حياته وخضع للمخلوقين في جوانب أخرى،

وهذا المعنى يؤكّده قول الله تعالى
{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً }[ النساء 65]

فلا يتمّ إيمان العبد إلّا إذا آمن بالله ورضي حكمه في القليل والكثير،
وتحاكم إلى شريعته وحدها في كلّ شأن من شؤونه في الأنفس والأموال والأعراض، وإلّا كان عابدا لغيره،

كما قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } [ النحل 36]

فمن خضع لله سبحانه وتعالى، وأطاعه وتحاكم إلى وحيه
فهو العابد له
ومن خضع لغيره وتحاكم إلى غير شرعه
فقد عبد الطّاغوت، وانقاد له

كما قال تعالى:{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيداً }[ النساء 60]

والعبوديّة لله وحده والبراءة من عبادة الطّاغوت والتّحاكم إليه من مقتضى شهادة أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأنّ محمّدا عبده ورسوله،
فالله سبحانه هو ربّ النّاس وإلههم،
وهو الّذي خلقهم،
وهو الّذي يأمرهم وينهاهم
ويحييهم ويميتهم ويحاسبهم، ويجازيهم
وهو المستحقّ للعبادة دون كلّ ما سواه،
قال تعالى:{ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْر}ُ[ الأعراف 54]

فكما أنّه الخالق وحده
فهو الآمر سبحانه
والواجب طاعة أمره،

نضرة النعيم - الحكم بما أنزل الله

حكْمُ مَنْ حَكَمَ بغيرِ ما أنزلَ الله

وصف الله الحاكمين بغير ما أنزل الله بثلاثة أوصاف:

1- قال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} ، [المائدة: من الآية44

2- وقال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} ، [المائدة: من الآية45] .

3- وقال تعالى:
{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}،
[المائدة: من الآية47] .

واختلف أهل العلم في ذلك:

1فقيل: إن هذه الأوصاف لموصوف واحد;
لأن الكافر ظالم; لقوله تعالى: {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} ، [البقرة: من الآية254] ،

وفاسق; لقوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ} ، [السجدة: من الآية20] ، أي: كفروا.

2وقيل: إنها لموصوفين متعددين، وإنها على حسب الحكم،
وهذا هو الراجح.

فيكون كافرا في ثلاث أحوال:

أ- إذا اعتقد جواز الحكم بغير ما أنزل الله،
بدليل قوله تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} ، [المائدة: من الآية50] ،

فكل ما خالف حكم الله; فهو من حكم الجاهلية،
بدليل الإجماع القطعي على أنه لا يجوز الحكم بغير ما أنزل الله فالمُحِلُّ والمبيح للحكم بغير ما أنزل الله مخالف لإجماع المسلمين القطعي،وهذا كافر مرتد،

وذلك كمن اعتقد حل الزنا أو الخمر أو تحريم الخبز أو اللبن.

ب- إذا اعتقد أن حكم غير الله مثل حكم الله.

ج- إذا اعتقد أن حكم غير الله أحسن من حكم الله.
بدليل قوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} ، [المائدة: من الآية50] ;

فتضمنت الآية أن حكم الله أحسن الأحكام،
بدليل قوله تعالى مقررا ذلك: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} ، [التين:8] ،
فإذا كان الله أحسن الحاكمين أحكاما وهو أحكم الحاكمين;
فمن ادعى أن حكم غير الله مثل حكم الله أو أحسنفهو كافر لأنه مكذب للقرآن.

ويكون ظالماً:
 إذا اعتقد أن الحكم بما أنزل الله أحسن الأحكام، وأنه أنفع للعباد والبلاد، وأنه الواجب تطبيقه،
ولكن حمله البغض والحقد للمحكوم عليه حتى حكم بغير ما أنزل الله; فهو ظالم.

ويكون فاسقاً:
إذا كان حكمه بغير ما أنزل الله لهوى في نفسه مع اعتقاده أن حكم الله هو الحق، لكن حكم بغيره لهوى في نفسه;
أي: محبة لما حكم به لا كراهة لحكم الله ولا ليضر أحدا به،
مثل: أن يحكم لشخص لرشوة رشي إياها، أو لكونه قريبا أو صديقا، أو يطلب من ورائه حاجة، وما أشبه ذلك
مع اعتقاده بأن حكم الله هو الأمثل والواجب اتباعه; ↔فهذا فاسق، وإن كان أيضا ظالما، لكن وصف الفسق في حقه أولى من وصف الظلم.
القول المفيد - ابن عثيمين

ضوابط هامة

يقول الإمام الغزالي :-
"والذي ينبغي الاحتراز عن التكفير ما وجد إليه سبيلا
فإن استباحة دماء المصلين المقرين بالتوحيد خطأ،
والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك دم لمسلم واحد"

 يقول خالد البعداني :-
لا يكون أمر التكفير إلا من كان من أهل العلم عالماً بالموانع والشروط،
فهو حكم شرعي الأصل فيه الرجوع إلى الكتاب والسنة فما دل على كفره الكتاب والسنة فهو كفر، وما دل على أنه ليس بكفر فليس بكفر،
فالأمر جد خطير، قد تطاول فيه كل من هب ودب من المبتدئين من طلبة العلم الشرعي وغيرهم.

متى يكون الكفر مخرجا عن الملة، ؟؟
يقول ابن عثيمين -رحمه الله-:-
ولكن الأدلة دلت على أن هذا مقيد بشروط:

الأول: أن يكون الحاكم عالماً بحكم الله،
والثاني: أن يكون عالماً بمخالفة هذا الحكم لحكم الله،
والثالث: أن يجعله بديلاً عن حكم الله،
والرابع: أن لا يرضى بحكم الله،
فإذا تمت هذه الشروط صار حينئذٍ خارجاً عن الملة.

فإذا حكم بغير ما أنزل الله وهو لا يعلم بحكم الله، فإنه لا يكفر؛ لأن من شرط الحكم بالكفر أن يكون الإنسان عالماً به...

آثار الحكم بغير ما أنزل الله

للحكم بغير ما أنزل الله آثاره السيئة في حياة الفرد وحياة الأمة، وفساد الحياة كلها.

أ - له آثاره في حياة الفرد بفراغ النفس وانحراف السلوك،
فإن النفس البشرية إذا لم تكن عامرة بالإيمان بالله وحده، خاضعة لشريعة مزقتها الأهواء والشهوات، وأورثتها الاضطراب والخلل، والحيرة والفراغ،

فالعبد المؤمن يدين لإله واحد، يطيع أمره، ويخضع لسلطانه، فهو يعرف طريقا واحدا يسلكه،

ولا تتنازعه قوة أخرى تشده إليها كالعبد الذي يملكه سيد واحد، يتلقى منه أوامره فيتمثلها، يعمل ما يرضيه، ويسير في اتجاه واحد لا ينازعه فيه منازع،

فهو مستقر النفس مستريح البال
 (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا) الزمر - 29

إنهما لا يستويان،
فالقلب المؤمن بحقيقة التوحيد يتعلق بإله واحد، يهتدي به ويسير على شرعه ويؤمن بأنه مصدر ما في الحياة من نفع وضر،
فإليه يتجه في كل أحواله، ومنه يستمد العون،
إنه يسلك اتجاها واحدا لا يزيغ عنه، فيحقق بذلك الاستقامة والطمأنينة والاستقرار.

وخواء النفس من الدين، في فراغها من الانصياع لشريعة الله يبعث فيها الضجر والملل فتنفس عن ضيقها بالانحرافات السلوكية، والشذوذ في المجتمع،
وتلك حقيقة يسجلها واقع العالم الحديث،
فهذه الدول الراقية قد استطاعت أن تحقق للإنسان متعة المادة، ولكنها جعلته فارغ الروح،
يطارده هذا الفراغ،
فيهرب من الحياة الناعمة التي يعيشها، بل يهرب من نفسه التي بين جنبيه،
فيلجأ إلى التخلص من ذلك الشقاء بالانتحار الذي يفقده الحياة إلى الأبد، أو بإدمان المخدرات والخمور حتى ينسى الحياة وينسى نفسه بالسكر فترة من الزمن،

وجوب تحكيم الشريعة الإسلامية في شئون الحياة كلها - مناع خليل القطان

تابع آثار الحكم بغير ما أنزل الله
ب - وللحكم بغير ما أنزل الله آثاره السيئة في فساد الحياة كلها:

لقد استخلف الله الإنسان على الأرض ليعمرها بهداية السماء، وسخر له ما في السماوات والأرض جميعا منه،
ووفقه إلى الاستفادة من طاقات الكائنات وما أودعه الله فيها من قوى،
واستطاع الإنسان في العصر الحديث أن يبتكر ويبدع، وأن يأتي بعجائب الحياة، ويستحوذ على طاقات هائلة في الكون،
وحسن استخدام هذه الطاقات هو الذي يحقق للبشرية الرخاء والأمن،
وسبيل ذلك هو الوقوف في استخدامها عند شرع الله بالحكمة والعدل وحماية الحق والذود عن حياضه، ورفع لوائه،

وهذا يعني أن تكون تلك القوى بيد مؤمنة أمينة مهتدية، وإلا كانت وسائل هدم وخراب ودمار وفساد.

إن الحق ثابت لا يتغير ولا تتخلف سنته، وأهواء الناس متعارضة متضاربة، ولو ساير الحق أهواءهم لفسدت أوضاع الحياة كلها، تفسد حياة المكلفين بفساد أهوائهم وأعمالهم،
وتفسد سائر الكائنات لأنهم قائمون عليها بالتدبير تسخيرا من الله،

فالكون كله لا يكون متناسق الأجزاء حتى يكون خاضعا لله شرعا وتسخيرا.

والأمة التي أشرقت فيها رسالة الإسلام هي أولى الأمم لاتباع هذه الرسالة لما في ذلك من مجد لها وشرف،
وقد ظلت الأمة العربية لا ذكر لها في التاريخ حتى جاء الإسلام فارتفع شأنها، وذاع صيتها،
وظل هذا الذكر يدوي في آذان الدنيا ما استمسكت به، وتضاءل بقدر تخليها عنه، ولن يعود لها ذكر مرة أخرى إلا به. فهل من مجيب

وجوب تحكيم الشريعة الإسلامية في شئون الحياة كلها -

مناع خليل القطان