القاعدة الأولى




القاعدة الأولى في أسماء الله

 أسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها

  أي: لا مصدر لها إلا النصوص الواردة في الكتاب والسنة.

 فعقيدة أهل السنة والجماعة في أسماء الله تعالى هي أنها توقيفية.

 ولا يمكن أبداً أن يؤخذ اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى أو صفة من صفاته
إلا عن طريق الكتاب والسنة.

فلا دخل للعقل في إثبات اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى.

 والدليل على هذه العقيدة مأخوذ من الشرع :

 قال الله عز وجل: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء:36].

 والإنسان إذا سمى الله سبحانه وتعالى باسم لم يسم به نفسه من غير دليل شرعي ومن غير خبر عن الصادق عليه الصلاة والسلام
فإنه دخل في أمر لا علم له به، وحينئذ يدخل في قوله تعالى:
{وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء:36].
وكذلك يدل على هذا قول الله عز وجل: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} [الأعراف:33].

 فإذا أثبت إنسان لله اسماً لم يدل عليه دليل شرعي من القرآن أو من السنة فقد
قال على الله بغير علم.

ومن الأدلة على أن أسماء الله توقيفية أن الأسماء الحسنى من الغيب الذي لا سبيل إلى الوصول إليه إلا بالوحي.

ومن المعلوم أن أهل الإسلام
تميزوا بإيمانهم بالغيب.
ولهذا لا يصح أن يسمي الإنسان الله عز وجل بغير اسمه إلا بالوحي.
كما قال الله عز وجل في وصف المؤمنين: {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [البقرة:3].
 فإيمانهم بالغيب ثابت ومستمر والأسماء الحسنى من الغيب.

ولا يمكن كشف هذه الأسماء الحسنى إلا بالوحي.

شرح القواعد المثلى -          عبدالرحيم السلمي 




أمثلة توضيحية على القاعدة الأولى

قال أبو سليمان الخطابي :
 باب الأسماء والصفات- وما يدخل في أحكامه ويتعلق به من شرائط أنه
لا يتجاوز فيها التوقيف، ولا يستعمل فيها القياس،
فيلحق بالشيء نظيره في ظاهر وضع اللغة ومتعارف الكلام،
كالجواد. يعني: أن الله سبحانه وتعالى جواد،
فهل يجوز أن يقاس عليه السخي، فيوصف الله سبحانه وتعالى بأنه سخي؟
الجواب: لا؛
لأن هذا قياس، والقياس دليل عقلي،
فالأسماء الحسنى لا يجوز فيها القياس، بل هي توقيفية،
بمعنى: أنه لابد أن نقف حيث أوقفنا الشارع في إثبات الأسماء الحسنى،
فالجواد لا يجوز أن يقاس عليه السخي وإن كانا متقاربين في ظاهر الكلام؛
وذلك أن السخي لم يرد به الشرع كما ورد بالجواد.
والقوي لا يقاس عليه الجلد،
كما تقول: رجل جلد، وتقول: رجل قوي،
 لكن لا يجوز أبداً في حق الله سبحانه وتعالى أن تقول: الجلد،
وإن كان يتقارب الجلد والقوي في نعوت الآدميين؛ لأن باب التجلد يدخله التكلف والاجتهاد.
ولا يقاس على القادر المطيق ولا المستطيع؛
فالذي ورد في النقل هو القادر أو القدير، لذلك فلا يجوز أن يقيس عليه شخص لفظ المستطيع، أو المطيق.
ولا يجوز قياساً على العلم والعليم أن يسمى الله عز وجل عارفاً؛
 لما تقتضيه المعرفة من تقديم الأسباب التي بها يتوصل إلى علم الشيء.
وكذلك الله سبحانه وتعالى لا يوصف بالعاقل،
وهذا الباب يجب أن يراعى ولا يغفل، فإن فائدته عظيمة، والجهل به ضار .

معتقد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات - محمد إسماعيل