مباحث متعلقة باسمي "الله" و "الرب"



الربوبية والعبودية

قال  ابن القيم رحمه الله تعالى:
 (فهو رب كل شيء وخالقه، والقادر عليه، لا يخرج شيء عن ربوبيته.
وكل من في السماوات والأرض عبد له في قبضته، وتحت قهره،
فاجتمعوا بصفة الربوبية،
وافترقوا بصفة الإلهية،
فألهه وحده السعداء، وأقروا له طوعاً بأنه الله الذي لا إله إلا هو، الذي لا تنبغي العبادة والتوكل، والرجاء والخوف،
والحب والإنابة والإخبات والخشية، والتذلل والخضوع إلا له.
وهنا افتراق الناس، وصاروا فريقين:
فريقاً مشركين في السعير،
وفريقاً موحدين في الجنة)  .

وقال أيضا العبودية نوعان: عامة، وخاصة.
فالعبودية العامة: عبودية أهل السماوات والأرض كلهم لله،
برهم وفاجرهم،
مؤمنهم وكافرهم. ↔فهذه عبودية القهر والملك.
قال تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا(88 ) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90)  أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا  (91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا  (92)   إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) }[مريم: 88-93]
فهذا يدخل فيه مؤمنهم وكافرهم.
وقال تعالى: وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاء [الفرقان: 17]  فسماهم عباده مع ضلالهم

وأما النوع الثاني: فعبودية الطاعة والمحبة، واتباع الأوامر.
قال تعالى: يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ[الزخرف: 68]
{...فَبَشِّرْ عِبَادِ (17)  الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَه...} ُ[الزمر  17 _ 18]،
وقال: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا } [الفرقان: 63]

الدرر السنية - الموسوعة العقدية- اسم الرب 

العبودية التي يحبها الرب

قال ابن تيمية رحمه الله:
 "إن العبد يراد به المعبّد الذي عبّده الله فذلَّله ودبره وصرفه،
وبهذا الاعتبار فالمخلوقون كلهمعباد الله:
الأبرار منهم والفجار،
والمؤمنون والكفار،
وأهل الجنة وأهل النار،

 إذ هو ربهم كلهم ومليكهم لا يخرجون عن مشيئته وقدرته، وكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، فما شاء كان وإن لم يشاءوا، وما شاءوا إن لم يشأه لم يكن،

 كما قال تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِى السَّمَاواتِ وَالأرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [آل عمران:83]،
ومثل هذه العبودية لا تفرّق بين  أهل الجنة وأهل النار، ولا يصير بها الرجل مؤمناً...

والمعنى الثاني من معنى العبد، وهو العبد بمعنى العابد فيكون عابداً لله لا يعبد إلا إياه،
فيطيع أمره وأمر رسله،
ويوالي أولياءه المؤمنين المتقين
ويعادي أعداءه،

وهذه العبادة متعلقة بألوهيته، ولهذا كان عنوان التوحيد (لا إله إلا الله) بخلاف من يقر بربوبيته ولا يعبده أو يعبد معه إلهاً آخر.

وهذه العبادة هي التي يحبها الله ويرضاها وبها وصف المصطفين من عباده وبها بعث رسله".


العبودية لابن تيمية 


ما انواع العبودية

توحيد الله في ربوبيته وعبوديته
بعد أن علمنا معنى الربوبية والعبودية وأنواعها

يتطلب منا ذلك أن نعرف كيف نوحد الله عزوجل في ربوبيته وفي عبوديته وفي أسمائه وصفاته ؟

وهذا هو ما يسميه العلماء بأقسام التوحيد .
قال الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في (أضواء البيان)  :

قد دل استقراء القرآن العظيم على أن توحيد الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1⃣الأول: توحيده في ربوبيته. 
2⃣الثاني: توحيده جل وعلا في عبوديته. 
3⃣النوع الثالث: توحيده جل وعلا في أسمائه وصفاته... 

سنقف وقفة مختصرة مع كل منها بإذن الله.

أقسام التوحيد
توحيد الربوبية
هو إفراد الله عز وجل بالخلق والملك ،والتدبير.

1⃣ إفراده بالخلق : أن يعتقد الإنسان أنه لا خالق إلا الله ،
قال تعالى: { أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ}  [الأعراف: 54]،

فهذه الجملة تفيد الحصر لتقديم الخبر؛ إذ إن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر.
وقال تعالى: { هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ } [فاطر: 3]؛
فهذه الآية تفيد اختصاص الخلق بالله، لأن الاستفهام فيها مشربٌّ معنى التحدي.

2⃣وأما إفراد الله بالملك:

فأن نعتقد أنه لا يملك الخلق إلا خالقهم؛
كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ } [آل عمران: 189]
وقال تعالى: {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ } [المؤمنون: 88].

وأما ما ورد من إثبات الملكية لغير الله؛
 كقوله تعالى: { إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المؤمنون: 6]،
فهو ملك محدود👈 لا يشمل إلا شيئاً يسيراً من هذه المخلوقات؛فالإنسان يملك ما تحت يده ، ولا يملك ما تحت يد غيره ،
وكذا هو ملك قاصر من حيث الوصف ؛👈فالإنسان لا يملك ما عنده تمام الملك ، ولهذا لا يتصرف فيه إلا على حسب ما أذن له فيه شرعاً ،
 أما الله سبحانه ، فهو يملك ذلك كله ملكاً عاماً شاملاً

3⃣ وأما إفراد الله بالتدبير
فهو أن يعتقد الإنسان أنه لا مدبر إلا الله وحده ؛
كما قال تعالى: { قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۚ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ۚ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُون * فَذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ۖ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ } [سورة يونس :  32-31]

وأما تدبير الإنسان ؛ فمحصور بما تحت يده ،ومحصور بما أذن له فيه شرعاً.

القول المفيد على كتاب التوحيد - ابن عثيمين
تابع أقسام التوحيد

توحيد الألوهية أو العبودية

عرف العلماء توحيد الألوهية بتعريفات متقاربة، فمن تلك التعريفات مايلي:
هو إفراد الله بأفعال العباد.
هو إفراد الله بالعبادة.
هو إفراد الله_تعالى_بجميع أنواع العبادة؛ الظاهرة، والباطنة، قولاً، وعملاً، ونفي العبادة عن كل من سوى الله_تعالى_كائناً من كان.

و عرفه الشيخ عبدالرحمن بن سعدي بتعريف جامع ذكر فيه حد هذا التعريف، وتفسيره، وأركانه،

فقال: فأما حدُّه، وتفسيره، وأركانه فهو أن يعلم، ويعترف على وجه العلم، واليقين
أن الله هو المألوه وحده المعبود على الحقيقة، وأن صفات الألوهية ومعانيها ليست موجودة بأحد من المخلوقات، ولا يستحقها إلا الله_تعالى_.

فإذا عرف ذلك واعترف به حقَّاً أفرده بالعبادة كلها؛ الظاهرة، والباطنة،
 فيقوم بشرائع الإسلام الظاهرة: كالصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والقيام بحقوق الله، وحقوق خلقه.
ويقوم بأصول الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره، وشره لله.

لا يقصد به غرضاً من الأغراض غير رضا ربِّه،
وطلب ثوابه، متابعاً في ذلك رسول الله".
فعقيدته ما دل عليه الكتاب والسنة،
وأعماله وأفعاله ما شرعه الله ورسوله،
وأخلاقه، وآدابه الاقتداءُ بنبيه"في هديه، وسمته، وكل أحواله.

 توحيد الألوهية - محمد بن إبراهيم الحمد 

توحيد الربوبية والألوهية

 تابع أقسام التوحيد

توحيد الأسماء والصفات

هو إفراد الله سبحانه وتعالى بما سمى الله به نفسه ووصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم،
وذلك بإثبات ما أثبته من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل.

مثال ذلك :
أن الله سبحانه وتعالى سمى نفسه بالحي القيوم،
فيجب علينا أن نؤمن بأن (الحي) اسم من أسماء الله تعالى
ويجب علينا أن نؤمن بما تضمنه هذا الاسم من وصف وهي الحياة الكاملة التي لم تُسبق بعدم ولا يلحقها فناء.

قال الله تعالى:
{ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [ المائدة :64]
فأثبت لنفسه يدين موصوفتين بالبسط وهو العطاء الواسع،

فيجب علينا أن نؤمن بأن لله تعالى يدين اثنتين مبسوطتين بالعطاء والنعم،

ولكن يجب علينا أن لا نحاول بقلوبنا تصوراً،
ولا بألسنتنا نطقاً أن نكيَّف تينك اليدين ولا أن نمثلِّهما بأيدي المخلوقين
 لأن الله سبحانه وتعالى يقول:
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [ الشورى : 11 ]

 مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلدالاول - باب التوحيد

تابع أقسام التوحيد


العلاقة بين أقسام التوحيد الثلاثة
هذه الأقسام تشكل بمجموعها جانب الإيمان بالله الذي نسميه التوحيد,
فلا يكمل لأحد توحيده إلا باجتماع أنواع التوحيد الثلاثة,

فهي متكافلة متلازمة, يكمل بعضها بعضاً، ولا يمكن الاستغناء ببعضها عن الآخر،

فلا ينفع توحيد الربوبية بدون توحيد الألوهية،

وكذلك لا يصح ولا يقوم توحيد الألوهية بدون توحيد الربوبية،

 وكذلك توحيد الله في ربوبيته وألوهيته لا يستقيم بدون توحيد الله في أسمائه وصفاته،

فالخلل والانحراف في أي نوع منها هو خلل في التوحيد كله. 

وقد أوضح بعض أهل العلم هذه العلاقة بقوله:
 (هي علاقة تلازم وتضمن وشمول).

فتوحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية.

وتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية.

وتوحيد الأسماء والصفات شامل للنوعين معاً.

بيان ذلك:

أن من أقر بتوحيد الربوبية وعلم أن الله سبحانه هو الرب وحده لا شريك له في ربوبيته لزمه من ذلك الإقرارأن يفرد الله بالعبادة وحده سبحانه وتعالى؛

لأنه لا يصلح أن يعبد إلا من كان رباً خالقاً مالكاً مدبراً، وما دام كله لله وحده وجب أن يكون هو المعبود وحده.

ولهذا جرت سنة القرآن الكريم على سوق آيات الربوبية مقرونة بآيات الدعوة إلى توحيد الألوهية،

ومن أمثلة ذلك:

قوله تعالى:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا للهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[البقرة: 21].

 وأما توحيد الألوهية فهو متضمن لتوحيد الربوبية؛
لأن من عبد الله ولم يشرك به شيئاً فهذا يدل ضمناً على أنه قد اعتقد بأن الله هو ربه ومالكه الذي لا رب غيره.
وهذا أمر يشاهده الموحد من نفسه، فكونه قد أفرد الله بالعبادة ولم يصرف شيئاً منها لغير الله،
ما هو إلا لإقراره بتوحيد الربوبية, وأنه لا رب, ولا مالك, ولا متصرف إلا الله وحده.

وأما توحيد الأسماء والصفات فهو شامل للنوعين معاً،

وذلك لأنه يقوم على إفراد الله تعالى بكل ما له من الأسماء الحسنى, والصفات العلى التي لا تنبغي إلا له سبحانه وتعالى،
والتي من جملتها: الرب – الخالق – الرازق – الملك، وهذا هو↔ توحيد الربوبية.

ومن جملتها: الله – الغفور – الرحيم – التواب، وهذا هو↔توحيد الألوهية  .

الدرر السنية - الموسوعة العقدية 


ما الفرق بين العبودية والعبادة ؟

اسم العبودية واسم العبادة بينهما ارتباط وثيق في المعنى ،
فالعبودية والعبادة أصلهما اللغوي واحد والتقارب بين مدلوليهما كبير ،
لذا لم يفرق بينهما العلماء غالبا فاستعملوا العبادة والعبودية بمعنى واحد .
تقول د.فوز الكردي في الفرق بينهما :-
أن بينها ترادف في حال الافتراق، أما في حال الاجتماع ؛
فاسم العبادة ينصرف أولا في الذهن لأنواع العبادات الظاهرة والباطنة ، والطاعة ،والشعائر الدينية
وبهذا فسرها كثير من أهل اللغة  وعلماء التفسير  .

بينما يدل اسم العبودية على حال العبد العابد لله  ؛
فهي غاية الحب وغاية التذلل الذي يقتضي الطاعة والامتثال .

فالعبادة هي المنهاج العملي الذي يترجم به العبد معاني العبودية تذللا وحبا لمعبوده الحق .        

وكلا الأمرين مطلوبان من العامة والخاصة ،
فالعبادة دليل تحقيق العبودية ، والعبودية ثمرة الالتزام بالعبادة.

تحقيق العبودية بمعرفة الأسماء والصفات - د. فوز بنت عبد اللطيف الكردي

أثر معرفة الأسماء و الصفات في تحقيق العبودية

إن لمعرفة أسماء الله وصفاته أعظم الأثر في تحقيق العبودية لله رب العالمين ،
إذ أن معرفة العبد بها واستحضاره لمعانيها وتفكره في آثارها
تجعله موصولا دائما بمعبوده الحق
محبا له
راجيا قربه وعطاءه ،
خائفا غضبه وعذابه ،
متوكلا مستعينا منيبا ،

وأصل العبودية
عبودية القلب وهي الباعثة على عبودية سائر الجوارح ،
فالقلب هو محل معرفة الله عز وجل وبحسب قوة معرفته بالله يكون
نصيبه من وصف العبودية
وشعوره بالحلاوة الإيمانية
وتحققه بأنواع العبادة
 وارتقائه بصاحبه في درجات العبودية إلى مراتب المحسنين المقربين السابقين بالخيرات.

ومدار العبودية
على ركائزها الثلاثة :
الحب
والخوف
والرجاء.
فهي أركان العبادة ،

وقد امتدح الله
المقربين عنده بتحقيقهم لهذه الأركان الثلاثة ، فقال عزوجل:
{ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (57)} الإسراء

فذكر محبتهم له عزوجل  بلوازمها من التنافس في القرب منه
كما ذكر رجاء هم وخوفهم .

قال ابن سعدي : " وهذه الأمور الثلاثة ، الخوف والرجاء والمحبة
التي وصف الله بها هؤلاء المقربين عنده هي أصل العبودية
فمن تمت له تمت له أموره ،
وإذا خلا القلب منها ترحلت عنه الخيرات وأحاطت به الشرور".

تحقيق العبودية  بمعرفة الأسماء والصفات - د. فوز بنت عبد اللطيف كردي


العبودية - للشيخ أبو اسحاق الحوينى - الجزء 2 - 15


ركائز العبودية

إن العبادة ترتكز على ثلاث ركائز هي: الحبُّ والخوفُ والرجاء.

فالحب مع الذّل،
والخوف مع الرجاء،
لا بد في العبادة من اجتماع هذه الأمور،
قال تعالى في وصف عباده المؤمنين: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54] ،

وقال بعض السلف:
من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق،
ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ،
ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري
ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهومؤمن مُوحِّد.

 ذكر هذا شيخُ الإسلام في رسالة (العبودية)
وقال أيضًا:
(فدين الله: عبادته وطاعته والخضوع له، والعبادة أصل معناها:الذل.
يقال: طريقٌ مُعبَّدٌ، إذا كان مُذللًا قد وطئته الأقدام.
 لكن العبادة المأمور بها تتضمن
معنى الذل،
ومعنى الحب،

فهي تتضمن غاية الذل لله تعالى↔بغاية الحب له،
ومن خضَعَ لإنسان مع بغضه له لا يكون عابدًا له،
ولو أحبّ شيئًا ولم يخضع له لم يكن عابدًا له،

كما يُحبُّ الرجل ولده وصديقه،
 ولهذا لا يكفي أحدهما في عبادة الله تعالى،
بل يجب أن يكون الله أحب إلى العبد من كل شيء،
وأن يكون الله أعظم عنده من كل شيء،
بل لا يستحق المحبة والخضوع التام إلا الله ... ) انتهى.

هذه ركائز العبودية التي تدور عليها.


عقيدة التوحيد - صالح الفوزان