من آثار
الإيمان باسم
الله "الحي"
محبة الله - عز وجل -
وإجلاله وتوحيده
إن علم العبد بربه
سبحانه
وبأن له الحياة
الكاملة المطلقة والتي تتضمن جميع صفات الكمال
توجب على العبد محبة
ربه سبحانه وإجلاله وتوحيده، ↘
وهذا يثمر في القلب
الابتهاج، واللذة، والسرور مما تندفع به الكروب، والهموم، والغموم.
يقول الإمام ابن
القيم رحمه الله تعالى:
"فعِلم القلب ومعرفته بذلك توجب محبته وإجلاله وتوحيدَه،
فيحصل له من
الابتهاج، واللذة، والسرور ما يدفع عنه ألم الكرب، والهم، والغم،
وأنت تجدُ المريض إذا
ورد عليه ما يسرُّهُ ويُفرحه، ويقوي نفسه،
كيف تقوى الطبيعة على
دفع المرض الحسِّي❗،
فحصولُ هذا الشفاء للقلب
أولى وأحرى.
ثم إذا قابلت بين ضيق
الكرب وسعة هذه الأوصاف التي تضمَّنها دعاءُ الكرب،
وجدته في غاية
المناسبة لتفريج هذا الضيق،
وخروج القلب منه إلى
سعَةِ البهجة والسرور،
وهذه الأمورُ إنما
يصدق بها من أشرقت فيه أنوارها، وباشر قلبُه حقائقَها.
وفي تأثير قوله: (يا
حي يا قيوم، برحمتك أستغيث)
في دفع هذا الداء
مناسبة بديعة،
فإن صفة الحياة
متضمِّنة لجميع صفات الكمال، مستلزمة لها،
وصفة القيُّومية
متضمنة لجميع صفات الأفعال،
ولهذا كان اسمُ الله
الأعظم الذي إذا دُعيَ به أجاب، وإذا سُئل به أعطى:
هو اسمُ (الحيّ القيوم)♦
والحياة التامة تُضاد
جميعَ الأسقام والآلام،
ولهذا لما كَمُلَت
حياة أهل الجنة لم يلحقهم همٌّ، ولا غمٌّ، ولا حَزَنٌ، ولا شيء من الآفات.
ونقصانُ الحياة تضر
بالأفعال، وتنافي القيومية،
فكمال القيومية لكمال
الحياة،
فـ (الحي) المطلق
التام الحياة لا تفوتُه صِفة الكمال البتة،
و(القيوم) لا
يتعذَّرُ عليه فعل ممكن البتة،
فالتوسل بصفة الحياة
والقيومية له تأثير في إزالة ما يُضادُّ الحياة، ويضُرُّ بالأفعال.
ونظير هذا:
توسلُ النبي صلى الله
عليه وسلم إلى ربه بربوبيته لجبريل، وميكائيل، وإسرافيل أن يَهدِيَه لما اختُلفَ
فيه من الحق بإذنه،
فإن حياة القلب
بالهداية،
وقد وكل الله سبحانه
هؤلاء الأملاكَ الثلاثة بالحياةِ،
▫فجِبريلُ: موكَّل بالوحي الذي هو حياةُ القلوب،
▫وميكائيل: بالقطر الذي هو حياةُ الأبدان والحيوان،
▫وإسرافيل: بالنفخ في الصُّور الذي هو سبب حياة العالم وعودة الأرواح
إلى أجسادها،
فالتوسل إليه سبحانه
بربوبية هذه الأرواح العظيمة الموكلة بالحياة، له تأثير في حصول المطلوب.
والمقصود: أن لاسم
(الحي القيوم) تأثيرًا خاصًا في إجابة الدعوات، وكشفِ الكُربات".
ولله
الأسماء الحسنى - عبد العزيز الجليل
التوكل الصادق على
الله عز وجل
يقول الله عز وجل:
{ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ
وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58) } [الفرقان: 58]،
فمن آمن بأن ربه
سبحانه
هو الحي الذي له
الحياة الكاملة
والحي الذي لا يموت
أبدًا
والذي لا تأخذه سنة
ولا نوم ولا غفلة،
يكون توكله في جميع
أموره عليه وحده سبحانه
ويكون ربه هو ذخره
وملجأه في كل حين،
ويقطع تعلقه ورجاءه
في المخاليق الضعاف الذين يموتون وينامون ويغفلون وينسون، ولا يملكون لأنفسهم ضرًا
ولا نفعًا فضلاً عن أن يملكوه لغيرهم.
ومن العجب أن يتعلق
مخلوق بمخلوق مثله
يموت، ويفنى،
وينام، وينسى
فمن ذا يعينه إذا نام
أو نسي أو مات وتركه.
ومن أعظم ما يتوكل
على الله - عز وجل - فيه طلب الهداية والثبات على الإيمان، وعدم الزيغ عنه،
ولذلك كان النبي صلى
الله عليه وسلم يتوسل بحاله وفقره واستسلامه لربه - عز وجل - ويتوسل بعزته سبحانه
وباسمه (الحي) الذي لا يموت
▫في حفظ إيمانه،
▫والاستعاذة بهذا الاسم العظيم من الضلال والغواية.
وذلك كما ورد في
دعائه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:
(اللَّهم لكَ أسلمتُ وبك آمنتُ،
وعليك توكلتُ، وإليك
أنبت،
وبك خَاصمت،
اللَّهم إني أعوذُ
بعزتك لا إله إلا أنت أن تُضِلِّني
أنتَ الحيُّ الذي لا
يموتُ، والجن والإنس يموتون).رواه مسلم
ولله الأسماء الحسنى
- عبد العزيز الجليل
و توكل على الحي الذي لا يموت - صالح المغامسي مؤثر جدا
الزهد في هذه الحياة
الدنيا الفانية وعدم الاغترار بها
لأنه مهما أعطي العبد
من العمر فلا بد من الموت،
أما الحياة الدائمة
التي يهبها (الحي القيوم) لعباده المؤمنين فهي في الدار الآخرة في جنات النعيم،
وهذا الشعور يدفع
المسلم إلى الاستعداد للآخرة
والسعي لنيل مرضات
الله - عز وجل - في الحياة السرمدية في جنات النعيم
والله - جل شأنه - هو
الذي يهب أهل الجنة الحياة الدائمة الباقية التي لا تفنى ولا تبيد،
قال سبحانه: { وَإِن
الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64)}
[العنكبوت: 64]،
فحياة أهل الجنة
دائمة بإدامة الله (الحي القيوم) لها.
ولله
الأسماء الحسنى - عبد العزيز الجليل
اسمه سبحانه (الحي)
يقتضي صفات كماله - عز وجل - كلها:
▪فمن أنكر صفة كمال لله تعالى وعطلها، لم يؤمن بأنه (الحي)؛
يقول الإمام ابن
القيم رحمه الله تعالى:
"...
وكذلك إذا اعتبرت اسمه (الحي) وجدته مقتضيًا لصفات كماله من
علمه، وسمعه، وبصره،
وقدرته، وإرادته،
ورحمته،
وفعله ما يشاء".
والإيمان بصفات كماله
سبحانه يقتضي آثار صفات كماله كلها،
فتحصل من ذلك أن
التعبد لله - عز وجل - باسمه (الحي) يوجب التعبد لله سبحانه بجميع صفاته وأسمائه
الحسنى كلها
وأن آثارها إنما هي
آثار لاسمه سبحانه (الحي).
ولله الأسماء الحسنى
- عبد العزيز الجليل
إخلاص الدعاء
والرجاء؛
فالعبد المؤمن إذا
فقه اسم الله الحي، فإن ذلك يؤثر في حياته، وفي سلوكه وتوجيه أفعاله,
وإذا علم العبد أنه
لا ملك ولا حياة إلا للحي القيوم,
فإنه يوجه حياته على
أنه في دار ابتلاء سيعقبها جزاء، ولا يبقى بعد زوال الأرض مالك إلا الله, وله ينسب
الملك على الحقيقة,
فيستعين بربه في
السراء والضراء،
ولا يشرك به في
الدعاء والمحبة والخوف والرجاء أحدا غير الله,
فإذا دعا غير الله
معه فإنه قرن الله الحيّ بمخلوقه الزائل الذي سيموت لا محالة؛
ولأن الدعاء يستلزم
إثبات صفة الحياة للأنداد من الأموات، والحياة أصل في اتصافهم بالعلم والغنى
والقدرة، والسمع والبصر والقوة وغير ذلك مما هو لازم لإجابة الدعاء،
وقد عاب الله على
المشركين دعاءهم غير الله؛ وذلك لأن الذين يدعونهم من دون الله أموات،
فقال: (وَالَّذِينَ
يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ *
أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)
[النحل:20-21].
لذلك أمر الله عباده بدعائه؛ لأنه الحيّ الذي لا يأتي عليه يوم لا
يجدونه,
كما في قوله -تعالى-:
(هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)
[غافر:65]؛
أي: هو الحي له
الحياة الكاملة التامة، المستلزمة لصفاته الذاتية الملازمة لحياته، كالسمع،
والبصر، والقدرة، والعلم، والكلام، وغير ذلك، من صفات كماله، ونعوت جلاله...
البيان القوي لفقه
اسم الله الحي - ملتقى الخطباء
تعظيم قدر النفس
وصيانتها، وعدم التجرؤ على حق الله في الإماتة والإحياء،
وذلك بتعظيم النفس
التي حرم الله قتلها إلا بالحق،
فالاعتداء على شخص
اعتداء على الجنس والوصف,
قال -تعالى-:
(... كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا
بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ
جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)
[المائدة:32]،
وقال -عز وجل-:
(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا
وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)
[النساء:93].
ومثله أن يقتل المرء
نفسه تحت أي مبرر, ولأي سبب,
ففي ذلك جناية على
النفس التي أُودعَها, واعتداء على ما هو من خصوصية المحيي والمميت، المنفرد
بالإحياء والإماتة،
وإذا كان -عليه
الصلاة والسلام- قد نهى عن مجرد تمني الموت، فكيف بالانتحار؟
جاء في حديث أَبِي
هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:
" مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ
جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا, وَمَنْ تَحَسَّى
سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ
خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا, وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ
فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا
مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا" رواه البخاري.
إلا أن الشرع علمنا أن نفوض الأمر إلى الله العليم بما هو أصلح لعبده,
فعَنْ أَنَسٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:
"لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ
كَانَ لاَ بُدَّ مُتَمَنِّيًا فَلْيَقُل: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ
الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي"
رواه مسلم.
فعلى العبد أن
يَجْتهدَ في نيل نصيب من هذا الاسم,
فَيَسْعَى للحياة
الآخرة بالحياة الدُّنْيا مكتفيًا بمن يَهَبُه هذه الحياةَ الأبديَّةَ,
فحقيقةُ الحياة هي
الحياةُ بالرَّبِّ -تعالى- والأنس به والعيش معه, لا الحياةُ بالنَّفْس
والفناء وأسباب العَيْش،
ففي ذلك الحياة
الطيبة والسعادة الحقيقة التي يسعى إليها كل الناس.
البيان
القوي لفقه اسم الله الحي - ملتقى الخطباء
التعبد لله باسمه
"الحي"
اعلم أن مقاليد
الأمور كلها بيد الحي القيوم وحده لا شريك له.
فاسأله أن يرزقك
الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة ،
وأن يحيي قلبك
بالإيمان ، ويحيي جسدك بالأعمال الصالحة ،
ويُلبسك لباس التقوى.
وإذا خصك الحي القيوم
بهذه النعمة فأحياك ونوَّر قلبك بالإيمان فهو يريد منك
أن تكون عبداً حياً قائماً
بين يديه بالعبادة ،
وقائماً بين خلقه
بالدعوة إلى الله، والإحسان إليهم ،وإصلاح ذات بينهم، وهذا مقام الأنبياء والرسل
صلوات الله وسلامه عليه.
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ
صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }(33)[ فصلت]
واشكر الحي القيوم
على إحسانه، واحمده على هدايته، ولولا ذلك لكنت من الأموات الخاسرين.
والزم باب العبودية
للحي القيوم فإنه يراك ويسمعك ،
ولا تمل فتقعد عن
العمل ، فتُحرم مما تحب ، فالطالب إذا عرف قدر ما يطلب هان عليه قدر ما يبذل فيه.
واعلم نوَّر الله
قلبك بالإيمان أن حياة القلوب أعظم من حياة الأبدان ،
فحياة القلوب
بالتوحيد والإيمان بالله والعمل الصالح من أعظم الهبات التي يخص الله بها من يعلم
أنه يزكو بها.
وهذه الحياة أعظم نعم
الله على عباده في الدنيا والآخرة ؛
لأنها تكشف عن البصرغطاءه،
وتزيل عن السمع وَقْره، وترفع عن القلب أكِنَّته.
وبهذه الحياة الطيبة
، والكلم الطيب ، والعمل الطيب ، والخلق الطيب ،
▪تطيب النفوس ، وتنشرح الصدور، وتطمئن القلوب ، وتنجلي عنها ظلمات
الشرك والشبهات ،
▪وتنفتح لها طرق الخير ، وأبواب البر ، فتشرق بنور ربها ، فترى الحق
حقاً ، والباطل باطلاً
{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا
بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (28) [ الرعد ]
واعلم أنه إذا خالط
الإيمان بشاشة القلوب،ومازج نوره لحم الإنسان ودمه،
صار حياً حياة أخرى
فأبصر بعد العمى ..
وسمع بعد الصمم .. ونطق بعد البكم .. وذَكَر بعد الغفلة .. وأطاع ربه بعد المعصية.
فإذا غارت النجوم ،
ونامت العيون، وخلا كل حبيب بحبيبه ،
فقم لمناجاة ربك الحي
القيوم راكعاً وساجداً ،
فإذا طلع الفجر فقل
يا حي يا قيوم هذا الليل قد أدبر ، وهذا النهار قد أسفر ، فإن قبلت مني ليلتي فأنت
الكريم ، وإن رددتها فأنت الغفور الرحيم.
{ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ
الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ
يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو
الْأَلْبَابِ} (9) [ الزمر ]
واعلم أن من اتصل
بالحي أحيا قلبه وروحه ولسانه وجوارحه بما يحبه ويرضاه ، وصرف عنه ما يضره وما لا
ينفعه .
واعلم أن من أراد
الحياة حقاً ، والسعادة حقاً ، والفوز حقاً ، فليتصل بربه عن طريق طاعته.
وكل من لم يتصل بربه
الحي القيوم فهو ميت ، وحياته حيوانية لا آدمية
{ وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا
الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ
(21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ
يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي
الْقُبُورِ (22)}[فاطر]
ومن عاش لهواه
وشهواته غافلاً عن ربه فإن الله لا يعبأ به ولا بعمله.
{أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ
فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا
}(105) [ الكهف]
واعلم أن الله حي
قيوم فاعبده وحده لا شريك له ، ولا تعلق قلبك بغيره ،
فالله يغار إن رأى
قلبك مع غيره ، فلا تشغلك محبة غيره عنه.
وتوجه بعبادتك للحي
القيوم الذي يراك حين تقوم، وأخلص جميع أعمالك له، ولا تشرك معه فيها أحداً ، فإنك
قادم عليه وراجع إليه ، فاختر ما يحبه ويرضاه تسعد ولا تشقى .
{وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ
حَمَلَ ظُلْمًا (111) وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112)} طه
كتاب التوحيد - محمد
التويجري