تابع 2 التعبد لله بأسمائه الحسنى في رمضان



التعبد لله بأسمائه الحسنى في رمضان
من أسماء الله الحسنى المرتبطة برمضان ، والمقوي استشعار معناها لتوحيد الصائم القائم وعمل قلبه اسم الله العفو


اسم الله ( العفو )
فالله عفو يحب العفو ، يعفو عن السيئات ، ويقيل العثرات ، ويمحو الخطيئات ،
فيتعبد المؤمن لربه في رمضان بالإكثار من سؤاله العفو فيقول في ليله ونهاره ،
وخاصة الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر ،
يقول ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها
 ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف  عني )
ويبرأ من الإعجاب بطاعاته وينسب الفضل إلى الله
وقفة مختصرة مع اسم الله "العفو "

ورد اسمه سبحانه (العفو) في القرآن الكريم في خمس آيات،
منها أربع آيات اقترن فيها اسمه سبحانه (العفو) باسمه سبحانه (الغفور)،
ومن ذلك قوله تعالى:
{ فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43) } [النساء: 43]، وغيرها من الآيات.
وآية واحدة اقترن فيها اسمه سبحانه (العفو) باسمه سبحانه (القدير) وذلك في قوله سبحانه: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا (149) } [النساء: 149].

معنى اسم العفو في حق الله تعالى

قال ابن جرير - رحمه الله تعالى - في قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا } [النساء: 43]:
 "إن الله لم يزل عفوًا عن ذنوب عباده، وتركه العقوبة على كثير منها ما لم يشركوا به".

قال الهراس - رحمه الله تعالى - في شرحه لهذا البيت:
"أي: ولولا كمال عفوه وسعة حلمه لغارت الأرض بأهلها لكثرة ما يرتكب من المعاصي على ظهرها".

وقال الشيخ السعدي - رحمه الله تعالى - في شرحه لنونية ابن القيم:
▫"وأما العَفُوُّ: فهو الذي له العفو الشامل الذي وسع ما يصدر من عباده من الذنوب؛
ولا سيما إذا أتوا بما يوجب العفو عنهم من الاستغفار والتوبة والإيمان والأعمال الصالحة،
فهو سبحانه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات،
وهو عفوّ يحبُّ العفو، ويحبُّ من عباده أن يسعوا في تحصيل الأسباب التي ينالون بها عفوه؛ من السعي في مرضاته والإحسان إلى خلقه،

ومن كمال عفوه أنه مهما أسرف العبد على نفسه ثم تاب إليه ورجع غفر له جميع جُرْمِه؛ كما قال تعالى:
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) } [الزمر: 53]"

ولله اﻷسماء الحسنى - عبد العزيز الجليل

أنواع عفو الله

عفوه تعالى نوعان:

النوع الأول: عفوه العام عن جميع المجرمين من الكفار وغيرهم،بدفع العقوبات المنعقدة أسبابها، والمقتضية لقطع النعم عنهم،
فهم يؤذونه بالسب، والشرك، وغيرهما من أصناف المخالفات،

وهو-جل وعلا- يعافيهم ،ويرزقهم، ويُدِرُّ عليهم النعم الظاهرة والباطنة، ويبسط لهم الدنيا،
ويمهلهم، ولا يهملهم، بعفوه وحلمِّه سبحانه.

والنوع الثاني: عفوه الخاص، ومغفرته الخاصة
للتائبين، والمستغفرين،
والداعين، والعابدين،
والمصابين بالمصائب المحتسبين،

فكل من تاب إليه توبة نصوحًا، وهي الخالصة لوجه الله، العامة، الشاملة،
التي لا يصاحبها تردد ولا إصرار،
 فإن الله يغفر له من أي ذنب كان، من كفر وفسوق وعصيان، وكلها داخلة في
قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].

وفي الحديث القدسي قال الله تعالى:
{يابن آدم، إنك مادعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي،
يابن آدم لوبلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك،
يا بن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيك بقرابها مغفرة}.حسنه الألباني

وكذلك من عفوه سبحانه أن الحسنات والأعمال الصالحة تكفر السيئات والخطايا،
قال الله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ}هود 114،
وفي الحديث: (وأتبع السيئة الحسنة تمحها). صححه الترمذي والحاكم وغيرهم.

فقه اﻷسماء الحسنى - عبد الرزاق البدر



اسم الله "العفو" ورمضان

قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_:
"إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر،
من حُرمها فقد حرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم"
رواه ابن ماجة .

ليلة القدر ساعات قليلة تمر سريعاً تشتد حاجة المسلم فيها،
وفي أمثالها من الأزمنة الفاضلة، إلى أدعية لها مواصفات مخصوصة،↔تجمع له حاجاته الدينية والدنيوية كلها،
وقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:
"إني لا أحمل هم الإجابة، ولكن هم الدعاء؛ فإذا ألهمت الدعاء علمت أن الإجابة معه" ؛
إشارة منه رضي الله عنه إلى أهمية اختيار الدعاء المناسب الذي تتوفر فيه الصفات المؤهلة للقبول والإجابة.

ومن هذه الصفات المهمة:

أن يكون الثناء والتوسل بأسماء الله تعالى وصفاته مناسبين لمعنى الدعاء،
قال ابن القيم: "قاعدة قد أشرنا إليها مراراً،
وهي أن من دعا الله تعالى بأسمائه الحسنى أن يسأل في كل مطلوب ويتوسل إليه بالاسم المقتضي لذلك المطلوب المناسب لحصوله" .

أن يكون جامعاً في معانيه، مناسباً لحال الداعي،
فقد "كان _صلى الله عليه وسلم_ يعجبه جوامع الكلم ويختاره على غيره من الذكر.

ولن يجد المسلم خيراً من أدعية الكتاب والسنة،
لأنها تجمع للمسلم ما يريد أن يدعو به من خيري الدنيا والآخرة .‏

ولعل هذا ما دفع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إلى السؤال عن الدعاء المناسب لتدعو به في ليلة القدر،

أخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن بريدة قال:
 "قالت عائشة: يا نبي الله, أرأيتَ إن وافقتُ ليلة القدر ما أقول؟
قال: تقولين: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".

وفي رواية الترمذي عن عائشة رضي الله عنها:
"قالت: قلت يا رسول الله, أرأيتَ إن علمتُ أيُّ ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟
 قال: قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني"
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح .

ونلاحظ هنا بوضوح هاتين الصفتين،
ففيه الثناء اللائق بالله عز وجل،
مع مناسبة الصفتين المذكورتين من صفات الله تعالى لمعنى الدعاء (عفو كريم)،
حيث يتم التوسل بهما إلى الله تعالى في طلب العفو،
وفيه شمول الدعاء للمعاني المطلوبة في أوجز لفظ.

دعاء ليلة القدر ~دراسة موسعة - محمد فهمي - موقع المسلم



وقفة مع دعاء ليلة القدر
  
" اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني".

 ▪كلمة (العفو) تأتي بمعنى إسقاط المؤاخذة وإن لم يكن ذنب.

كما أنه سبحانه وتعالى يعفو عن سيئات عباده وخطاياهم التي تابوا منها،
كما قال سبحانه: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)
 [الشورى : 25]،

وحين نبحر في معاني كلمة العفو، نجد لها كلمات تشبهها جاءت في بعض النصوص الشرعية، وهي (العافية) و(المعافاة)،

مثل قوله _صلى الله عليه وسلم_: " سلوا الله العفو والعافية، فإن أحداً لم يعط بعد اليقين خيراً من العافية" ،

وقوله _صلى الله عليه وسلم_: "سلوا الله اليقين والمعافاة، فإنه لم يؤت أحد بعد اليقين خيراً من المعافاة" ،

وقد بيّن ابن منظور في لسان العرب الفرق بين هذه الكلمات الثلاثة فقال:
فأَما العَفْوُ : فهو ما وصفْناه من مَحْو الله تعالى ذُنوبَ عبده عنه.

وأَما العافية: فهو أَن يُعافيَهُ الله تعالى من سُقْمٍ أَو بَلِيَّةٍ وهي الصِّحَّةُ ضدُّ المَرَض.
يقال: عافاهُ الله وأَعْفاه أَي وهَب له العافية من العِلَل والبَلايا.

وأَما المُعافاةُ: فأَنْ يُعافِيَكَ اللَّهُ من الناس ويُعافِيَهم منكَ؛
أَي يُغْنيك عنهم ويغنيهم عنك،
 ويصرف أَذاهم عنك وأَذاك عنهم.

وقيل: هي مُفاعَلَة من العفوِ ، وهو أَن يَعْفُوَ عن الناس ويَعْفُوا هُمْ عنه .

وكلمة (العفو) في الحديث تجمع معاني الكلمتين الأخريين،

وذلك أن الله تعالى إذا عفا عن الإنسان وتجاوز عن ذنوبه
أصلح له شأنه كله في الدنيا والآخرة،
وعافاه من عقوبات الذنوب وآثارها،
ومن آثارها الأمراض ووقوع الأذى من شرار الناس،
وهذا يشمل العافية والمعافاة، مع ما يشمله في الآخرة من النجاة.

دعاء ليلة القدر ~ دراسة موسعة - محمد فهمي - موقع المسلم




مناسبة هذا الدعاء لشهر رمضان

قد تغتر النفس؛ فتظن أنه قد أعطت لله تعالى حقه من الصوم والقيام والذكر،
لكنها حين تتفكر في دعاء ليلة القدر تجد أن هذا الدعاء يحمل↔ معنى الانكسار من عبد مليء بالعيوب والتقصير في حق ربه عز وجل،
فهو يتوسل إلى ربه باسميه العفُوّ والكريم ليكون أرجى في نيل المغفرة والعفو والرحمة.

هذه هي الحال التي يريد منا الله تعالى أن نكون عليها،
حيث علمها الرسول _صلى الله عليه وسلم_ لأم المؤمنين عائشة،

ليس حال الممتن على الله تعالى بأعماله،
أو حال المستغني عن طلب العفو والمغفرة،
أو الواثق من قبول عمله،

وإنما هي حال العبد الفقير الخاضع الذليل،
المتوسل إلى ربه ليصفح عنه ويغفر له، ويقبل عمله على ما فيه من تقصير،

قال ابن الجوزي:
"وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر؛
لأن العارفين يجتهدون في الأعمال ثم لا يرون لأنفسهم عملاً صالحاً ولا حالاً ولا مقالاً،
فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصّر" .

وقال ابن القيم:
"العبد يسير إلى الله سبحانه بين:
مشاهدة منته عليه ونعمته وحقوقه,
وبين رؤية عيب نفسه وعمله وتفريطه وإضاعته,
فهو يعلم أن ربه لو عذبه أشد العذاب لكان قد عدل فيه, وأن أقضيته كلها عدل فيه,
وأن ما فيه من الخير فمجرد فضله ومنته وصدقته عليه,
ولهذا كان في حديث سيد الاستغفار: "أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي"؛
فلا يرى نفسه إلا مقصراً مذنباً, ولا يرى ربه إلا محسناً متفضلاً".

دعاء ليلة القدر ~ دراسة موسعة - محمد فهمي - موقع المسلم



العفو عن الناس سبيل المحسنين
أختي الكريمة.....
أتحب أن يعفو الله عنك
أتحب أن يعزك الله
أتحب أن يتجاوز الله عنك
إنه سبحانه عفو يحب أهل العفو، فإن عفوت عن الناس أحبك الله سبحانه .
فوائد العفو

قال تعالى { ....وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى.... } "البقرة : 237"

يقول السعدي في تفسير الآية

" أي رغّب في العفو وأن من عفا كان أقرب لتقواه لكونه إحسانا موجبا لشرح الصدر،

ولكون الإنسان لا ينبغي أن يهمل نفسه من الإحسان والمعروف وينسى الفضل الذي هو أعلى درجات المعاملة

لأن معاملة الناس فيما بينهم على درجتين :

1- إما عدل وإنصاف واجب وهو أخذ الواجب وإعطاء الواجب .
2- وإما فضل وإحسان وهو إعطاء ما ليس بواجب والتسامح في الحقوق والغض عما في النفس ،

فلا ينبغي للإنسان أن ينسى هذه الدرجة ولو في بعض الأوقات

خصوصا لمن بينك وبينه معاملة ومخالطة فإن الله مجاز المحسنين بالفضل والكرم."


  
العفو من أوصاف المتقين

قال الله تعالى :- " وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين"
( َ133-134) آل عمران

{ والكاظمين الغيظ }أي:
إذا حصل لهم من غيرهم أذية توجب غيظهم -وهو امتلاء قلوبهم من الحنق، الموجب للانتقام بالقول والفعل-،
هؤلاء لا يعملون بمقتضى الطباع البشرية، بل يكظمون ما في القلوب من الغيظ، ويصبرون عن مقابلة المسيء إليهم.
{ والعافين عن الناس } :-
يدخل في العفو عن الناس، العفو عن كل من أساء إليك بقول أو فعل،
والعفو أبلغ من الكظم.
لأن العفو ترك المؤاخذة مع السماحة عن المسيء.
وهذا إنما يكون ممن تحلى بالأخلاق الجميلة، وتخلى عن الأخلاق الرذيلة،
وممن تاجر مع الله،
وعفا عن عباد الله رحمة بهم، وإحسانا إليهم، وكراهة لحصول الشر عليهم،
وليعفو الله عنه، ويكون أجره على ربه الكريم، لا على العبد الفقير،
كما قال تعالى: { فمن عفا وأصلح فأجره على الله }

ثم ذكر حالة أعم من غيرها، وأحسن وأعلى وأجل  وهي الإحسان،{ والله يحب المحسنين }
والإحسان نوعان:
الإحسان في عبادة الخالق. 
والإحسان إلى المخلوق :-
وهو إيصال النفع الديني والدنيوي إليهم،
ودفع الشر الديني والدنيوي عنهم، ↔فيدخل في ذلك أمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر،
وتعليم جاهلهم، ووعظ غافلهم، والنصيحة لعامتهم وخاصتهم،
والسعي في جمع كلمتهم.↔فيدخل في ذلك بذل الندى وكف الأذى، واحتمال الأذى.
كما وصف الله به المتقين في هذه الآيات فمن قام بهذه الأمور، فقد قام بحق الله وحق عبيده.

تفسير السعدي




اسم " الشكور" ورمضان

من أسماء الله الحسنى التي يتجلى معناها في الصيام ، اسماه سبحانه ( الشكور والشاكر )
هو الذي يثيب الطائعين ويجزي العاملين فوق ما يستحقونه على عملهم فيضاعف لهم الجزاء والثواب الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والله يضاعف لمن يشاء بغير حساب ،
ويذكر الذاكرين ، ويشكر الشاكرين ، ويتقرب للطائعين بأسرع وأقرب من سرعتهم وتقربهم ،
ويحب أثر عبادته وإن كان مبغوضاً للخلق كرائحة الفم من أثر الصيام ،

وفي شأن شكر الله للصائمين يقول الله تعالى في الحديث القدسي:
 ( كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يضاعَفُ لَهُ الحسنةُ بعشرِ أمثالِها إلى سَبعِمائةِ ضِعفٍ قالَ اللَّهُ سبحانَهُ
إلَّا الصَّومَ فإنَّهُ لي وأَنا أجزي بِه  )       صحيح ابن ماجه

فأي شكر أجزل من أن تعطى على عملك سبعمائة ضعف .
لكن شكر الله للصائم أكثر من ذلك ، حيث لم يقيده بالسبعمائة ضعف وإنما أضاف جزاءه إليه وربنا غني كريم شكور ،

وفي قيام رمضان ( من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) صحيح الترمذي
وقيام ليلة القدر أفضل من عبادة ألف شهر ،

ومن التعبد لله بمقتضى هذين الاسمين الحسنيين ( الشكور والشاكر ) :-
شكر الله وحمده والثناء عليه لفضله العظيم وعطائه الجزيل لعباده المؤمنين ،
والاجتهاد في إحسان الصيام والقيام لنيل هذه الفضائل ،
وسؤال الرب الغفور الشكور القبول مع قوة رجاء القلب لذلك.

خطبة : استشعار قلب الموحد في رمضان - صلاح العريفي - روضة الخطب المنبرية



وقفة مختصرة مع اسم "الشاكر" "الشكور"

ورد اسمه سبحانه (الشكور) في القرآن الكريم أربع مرات كما في :-
قوله { لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) } [فاطر 30 ]
 أما اسمه سبحانه (الشاكر)، فقد ورد في القرآن الكريم مرتين فقط كما في
قوله - عز وجل -: { وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) } [البقرة: 158]

المعنى في حق الله تعالى

قال الخطابي: " (الشكور): هو الذي يشكر اليسير من الطاعة فَيُثيبُ عليه الكثير من الثواب،
ويعطي الجزيلَ من النعمة، فيرضى باليسير من الشكر كقوله سبحانه:
 { إِن رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) } [فاطر: 34].
ومعنى الشكر المضاف إليه: الرضا بيسير الطاعة من العبد والقبولُ له، وإعظام الثواب عليه والله أعلم.
وقد يحتمل أن يكون معنى الثناء على الله عز وجل بالشكور ترغيب الخلق في الطاعة، قَلَّتْ أو كثُرت، لئلا يستقلُّوا القليل من العمل فلا يتركوا اليسير من جملته إذا أعوزهم الكثير منه" أهـ.

وقال السعدي : "فإذا قام عبده بأوامره، وامتثل طاعته أعانه على ذلك، وأثنى عليه، ومدحه، وجازاه
في قلبه نورًا وإيمانًا وسعة،
وفي بدنه قوة ونشاطًا
وفي جميع أحواله زيادة بركة ونماء،
وفي أعماله زيادة توفيق.
ثم بعد ذلك يقدم على الثواب الآجل عند ربه كاملاً موفورًا، لم تنقصه هذه الأمور.
ومن شكره لعبده أن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه... " - تفسير السعدي -

ولله اﻷسماء الحسنى - عبد العزيز الجليل




من أسماء الله عز وجل - الشاكر و الشكور

من معاني شكر الله

يفصل ابن القيم - رحمه الله تعالى - بعض معاني شكر الله - عز وجل - فيقول:
"وأما شكر الربِّ تعالى: فله شأنٌ آخر كشأن صبره،
فهو أولى بصفة الشكر من كلِّ شكورٍ، بل هو الشكور على الحقيقة،
فإنه يُعطي العبد؛
ويوفِّقه لما يشكره عليه،
ويشكر القليلَ من العمل والعطاء؛ فلا يستقلّه أن يشكره،
ويشكر الحسنة بعشر أمثالها؛ إلى أضعاف مضاعفة.
ويشكر عبده بقوله؛ بأن يُثني عليه بين ملائكته وفي ملئه الأعلى؛ ويُلقي له الشكر بين عباده؛ ويشكره بفعله.
فإذا ترك له شيئًا أعطاه أفضل منه،
وإذا بذل له شيئًا ردَّه عليه أضعافًا مضاعفة،
وهو الذي وفَّقه للترك والبذل؛ وشكره على هذا وذاك.

ومن شكره سبحانه أنه يُجازي عدوَّه بما يفعله من الخير والمعروف في الدنيا؛
ويُخفِّف به عنه يوم القيامة؛ فلا يُضيع عليه ما يعمله من الإحسان؛ وهو من أبغض خلقه إليه.

فهو سبحانه يشكر العبد على إحسانه لنفسه، والمخلوق إنما يشكر من أحسن إليه.

وأبلغ من ذلك أنه سبحانه هو الذي أعطى العبد ما يحسن به إلى نفسه؛ وشكرَه على قليله بالأضعاف المضاعفة؛ التي لا نسبة لإحسان العبد إليها،
فهو المحسن بإعطاء الإحسان وإعطاء الشكر، فمَنْ أحقُّ باسم (الشكور) منه سبحانه؟
وتأمل قوله سبحانه: { مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147) } [النساء]
كيف تجد في ضمن هذا الخطاب أن شكره تعالى يأبى تعذيب عباده سدى بغير جرم؛
كما يأبى إضاعة سعيهم باطلاً، فالشكور لا يُضيع أجر محسنٍ؛ ولا يُعذب غير مسيء.
وفي هذا ردٌّ لقول من زعم أنه سبحانه يُكلِّفه ما لا يُطيقه؛ ثم يعذبه على ما لا يدخل تحت قدرته تعالى الله عن هذا الظنِّ الكاذب، والحسبان الباطل علوًا كبيرًا،

فشُكْرُه سبحانه اقتضى أن لا يُعذب المؤمنَ الشكورَ؛
ولا يُضيع عمله، وذلك من لوازم هذه الصفة؛ فهو منزَّهٌ عن خلاف ذلك، كما يُنزَّه عن سائر العيوب والنقائص التي تُنافي كماله وغناه وحمده...

ومن شُكْرِه سبحانه: أنه يُخرج العبد من النار بأدنى مثقال ذرةٍ من خيرٍ؛ ولا يُضيع عليه هذا القدر،

ومِن شُكْرِه سبحانه: أن العبد من عباده يقوم له مقامًا يُرضيه بين الناس؛ فيشكره له؛ ويُنوِّه بذكره؛ ويُخبر به ملائكته وعباده المؤمنين...

فإنه سبحانه: غفور شكور يغفر الكثير من الزلل، ويشكر القليل من العمل" -  عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين-

ولله اﻷسماء الحسنى - عبدالعزيز الجليل

 من آثار الإيمان باسميه سبحانه (الشاكر، الشكور):

الحياء من الله - عز وجل - والقيام بشكر نعمه سبحانه وحمده، وذلك بالقلب واللسان والجوارح؛
وفي ذلك يقول سيد قطب رحمه الله تعالى:
"وإذا كان الخالق المنشئ، المنعم المتفضل، الغني عن العالمين.. يشكر لعباده صلاحهم وإيمانهم وشكرهم وامتنانهم..
وهو غني عنهم وعن إيمانهم وعن شكرهم وامتنانهم..
إذا كان الخالق المنشئ، المنعم المتفضل، الغني عن العالمين يشكر..
فماذا ينبغي للعباد المخلوقين المحدثين؛ المغمورين بنعمة الله.. تجاه الخالق الرازق المنعم المتفضل الكريم؟!".

القيام بشكر الله - عز وجل - لا يتوقف على النطق فقط، وإنما هو من أعمال القلوب واللسان والجوارح... 
وأمر الله - عز وجل - عباده بشكره
قال سبحانه: { وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172) } [البقرة]،

والمؤمن لا يستطيع شكر ربه سبحانه إلا بأن يعينه الله - عز وجل - على ذلك، ولذا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أن يقول دبر كل صلاة:
(اللَّهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1347). .

ويذكر ابن القيم رحمه الله تعالى: "أن الشكر مبني على خمس قواعد:
خضوع الشاكر للمشكور
وحبه له،
واعترافه بنعمته،
وثناؤه عليه بها
وأن لا يستعمله فيما يكره،
فهذه الخمس هي أساس الشكر وبناؤه عليها
فمتى عدم منها واحدة اختل من قواعد الشكر قاعدة، وكل من تكلم في الشكر وحدِّه فكلامه إليها يرجع، وعليها يدور".

ومن شكر الله - عز وجل - شكر من أجرى الله سبحانه النعمة على يده، فقد أمر الله سبحانه به في قوله تعالى:
{ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) } [لقمان: 14]
فأمر بشكره
ثم بشكر الوالدين إذ كانا سبب وجوده في الدنيا، وسَهِرَا وتعبا في تربيته وتغذيته، فمن عقَّهما أو أساء إليهما فما شكرهما على صنيعهما، بل جحد أفضالهما عليه، ومن لم يشكرهما فإنه لم يشكر الله الذي أجرى تلك النعم على أيديهما،
وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من لا يشكر الناس لا يشكر الله).
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

إن الله سبحانه وتعالى شكور يحب الشاكرين له، الشاكرين لعباده المحسنين، لذا فإن من آثار اسمه سبحانه (الشاكر، الشكور):
الاتصاف بموجب هذا الاسم الكريم، والبعد عن ضده وهو الكفر والجحود.
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "ولمّا كان سبحانه هو الشكور على الحقيقة، كان أحب خلقه إليه من اتصف بصفة الشكر، كما أن أبغض خلقه إليه من عطَّلها واتصف بضدها.
وهذا شأن أسمائه الحسنى، أحب خلقه إليه من اتصف بموجبها، وأبغضهم إليه من اتصف  بأضدادها،..."أهـ عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين.


ولله اﻷسماء الحسنى - عبد العزيز الجليل


علاقة اسم "الشكور"برمضان

قال الخطابي :" معنى الشكر المضاف إليه ( إلى الله) :الرضا بيسير الطاعة من العبد والقبولُ له وإعظام الثواب عليه. " انتهى

ويتضح هذا المعنى جليا في أجر الصيام والقيام وجميع الأعمال في رمضان .

فما يفعله العبد في رمضان من عبادات هي قليلة إذا قورنت بالأجر والثواب عليها من الله وذلك لأنه سبحانه الشاكر الشكور الذي يزكو عنده القليل
وإليكم بعض فضائل هذا الشهر المبارك


يقول الشيخ عبيد الطوياوي:-

"ما هي إلا أيام قلائل ، ويحل علينا شهر رمضان المبارك ، أفضل شهر يمر بنا في كل عام من أعمارنا ،
ففيه الصيام ،
ففي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ . الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ . قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِى بِهِ . يَدَعُ طَعَامَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِى لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ. وَلَخَلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ))
يقول ابْنُ عُيَيْنَةَ : هذَا مِنْ أَجْوَدِ الأَحَادِيثِ وَأَحْكَمِهَا ،
إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، يُحَاسِبُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَبْدَهُ ، وَيُؤَدِّى مَا عَلَيْهِ مِنَ الْمَظَالِمِ مِنْ سَائِرِ عَمَلِهِ ،
حَتَّى لاَ يَبْقَى إِلاَّ الصَّوْمُ ، فَيَتَحَمَّلُ اللَّهُ مَا بَقِىَ عَلَيْهِ مِنَ الْمَظَالِمِ وَيُدْخِلُهُ بِالصَّوْمِ الْجَنَّةَ .

وكذلك في شهر رمضان القيام ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
 (( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))
وفيه ـ أيضا ـ من فطر صائما كان له مثل أجره ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الحسن الصحيح ـ كما قال الترمذي
 (( مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا، كَانَ لَهُ مِثْلُ أجْرِهِ ، غَيْرَ أنَّهُ لاَ يُنْقَصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْءٌ ))

وفيه استجابة الدعاء فللصائم دعوة مستجابة ،ففي الحديث الحسن ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
 (( ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ لاَ تُرَدُّ ؛ دَعْوَةُ الْوَالِدِ لولده ، وَدَعْوَةُ الصَّائِمِ ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ )) ,

وفيه أيضا العمرة تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم،
ففي الحديث الصحيح ، يقول عليه الصلاة والسلام : (( أَنَّهَا تَعْدِلُ حَجَّةً مَعِي : عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ ))

بل فيه ـ أيها الأخوة ـ ليلة القدر ، التي هي خير من ألف شهر،
كما قال الله تعالى : { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ } .

فشهر رمضان ـ أيها الأخوة ـ وإدراكه من النعم العظيمة ، التي ينعم بها الله تعالى على عبده المسلم.

خطبة: رمضان فرصة للاغتنام للشيخ عبيد الطوياوي - روضة الخطب المنبرية –


الشكر في رمضان

يقول الله تبارك وتعالى:
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [البقرة:185]
ففي سياق الكلام عن فرضية صيام هذا الشهر الكريم، وإنزال القرآن فيه؛ أمرنا الله بشكره والتكبير عند انتهائه.

على ماذا نشكر ؟

اشكر الله :
على ما أنعم به عليك من بلوغ مواسم الخيرات فقد منَّ عليك بنعمة يجب الفرح بها..
{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } [يونس: 58 ] .
وتأمل.. كم من شخص في قبره يتمنى أن يصوم يومًا واحدًا يتقي به عذاب النار فإن" الصيام جُنة "

فالمطلوب من العبد الفرح وليس الشكر فحسب،
فإن لم تفرح برمضان فاعلم أن في النفس غبشاً.
واعلم أنه بمجرد وجودك في شهر رمضان وقد مضت عليك هذه الأيام هذا في حد ذاته نعمة تحتاج إلى لهج بالشكر إذ لا زلنا على وجه الأرض وما دخلنا باطنها.

اشكر الله:
على عظيم أجر الأعمال في رمضان
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
{ من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه} متفق عليه.

 فالعبد قد يصوم طيلة العام من النوافل كيومي الاثنين والخميس، والأيام البيض وله في ذلك أجر،
لكن صيام رمضان كان جزاؤه أن يغفر له ما تقدم من ذنبه.
فالأعمال في رمضان لها ميزان مختلف وأجر مختلف فاشكر الله.

اشكر الله:
على ما تفضل به على هذه الأمة فأعطاها خمس خصال لم تعطها أمة من الأمم:

1. خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
2. تستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا.
3. يزين الله في كل يوم جنته ويقول: {يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك} رواه أحمد.

فالله يعلم أننا في هذه الحياة الدنيا في أذى، وكل ما معنا ما هو إلا مجرد مؤونة،
ستأتي لحظة قريبا جدا "يوشك " أن ننفض عنا هذه المؤونة وهذا الأذى، ويصير العبد الصالح إلى جنات النعيم.

4. تصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره.
5. يغفر الله لهذه الأمة في آخر ليلة منه .
يغفر لمن كان متعبدًا ..
ولنسأل أنفسنا ما حالنا في آخر ليلة من ليالي رمضان؟!

اشكر الله:
أن جعل الصوم جنة.
جنة: حصن حصين من النار.
فالصوم حفظ من المعاصي،
وردء من السيئات، وحجاب من النار، وجنة من غضب الجبار.

عن أبي هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {الصيام جنة، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم - مرتين - } رواه البخاري.

اشكر الله:
على أن أعطاك أجر صيام من تدرب من أبناءك
وأعلم أن لك أجر صيامهم لا ينقص من أجورهم شيئاً. والدال على الخير كفاعله.

اشكر الله:
أن جعل ليلة القدر خير من ألف شهر
{ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ } [القدر: 3]
ما هي إلا أيام معدودة تتحرى فيها مثل هذه الليلة المباركة،
هذا وفي الحديث {إن الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم} أخرجه ابن ماجة.
و اصبر:
على مدافعة الهوى والمشاغل والتفرغ في هذه العشر.
فالمسألة تحتاج إلى جد وصبر...

مختصر من مقال :رمضان بين الصبر والشكر - أ.أناهيد السميري - صيد الفوائد